أثار إعلان بورشه لعيد الميلاد لعام 2025، والذي يتميز بأسلوب رسوم متحركة كلاسيكي ثنائي الأبعاد، موجة من الإعجاب على الإنترنت، ليس فقط لجودته الفنية، ولكن أيضًا بسبب الاعتقاد السائد بأنه لم يتم إنتاجه باستخدام الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا التفاعل في وقت يشهد فيه قطاع الإعلان انتقادات متزايدة للإعلانات التي تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي غالبًا ما تعتبر غير أصلية أو ذات جودة منخفضة.
الإعلان، الذي نشرته بورشه على يوتيوب وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، يصور السيارة وهي تسير عبر فصول السنة المختلفة، مع التركيز على تاريخ العلامة التجارية وثقافتها. وقد أثار هذا العمل الفني ردود فعل إيجابية واسعة النطاق، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن تقديرهم لأسلوبه الفريد والجميل، وتباينه مع الإعلانات الأخرى التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي في الإعلانات: تحول في الاتجاهات؟
أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلانات موضوعًا مثيرًا للجدل في الآونة الأخيرة. ففي حين أن الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانات كبيرة لتبسيط عمليات الإنتاج وخفض التكاليف، إلا أنه أثار مخاوف بشأن الأصالة والإبداع. وقد أثار إعلان ماكدونالدز الأخير، الذي تم إنشاؤه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، انتقادات واسعة النطاق، مما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان هناك رد فعل عكسي ضد الإعلانات التي تعتمد بشكل كبير على هذه التقنية.
ردود فعل المستهلكين والخبراء
أظهرت التعليقات على منشورات الإعلان من Parallel Studio، الاستوديو الذي قام بإنتاجه، حماسًا كبيرًا لكونه عملًا غير مدعوم بالذكاء الاصطناعي. وكتب أحد المستخدمين: “من الجيد جدًا رؤية أشياء غير الذكاء الاصطناعي هذه الأيام”. وبالمثل، أشادت مدونة الإعلانات 80 Level بالإعلان لعدم اعتماده على الذكاء الاصطناعي، متسائلة عما إذا كان هذا يمثل بداية اتجاه جديد في صناعة الإعلانات.
التحقق من صحة الادعاءات
تواصلت Gizmodo مع Parallel Studio للتحقق من صحة الادعاء بأن الإعلان تم إنتاجه بدون استخدام الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لم يتم تلقي رد رسمي. ومع ذلك، لم تذكر بورشه أو Parallel Studio الذكاء الاصطناعي في منشوراتهم الرسمية المتعلقة بالإعلان. هذا الغياب في الإشارة إلى الذكاء الاصطناعي عزز الاعتقاد بأنه لم يتم استخدامه في عملية الإنتاج.
في المقابل، يذكر البعض أن إعلانات أخرى، مثل إعلان تاكو بيل الأخير، قد تكون قادرة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي دون أن يلاحظ ذلك المشاهدون. ومع ذلك، لم يلق هذا الإعلان نفس القدر من الثناء الذي حظي به إعلان بورشه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود تركيز على كونه “خاليًا من الذكاء الاصطناعي”.
تأثير الإعلانات التقليدية على العلامة التجارية
يعكس هذا الاهتمام بإعلانات غير مدعومة بالذكاء الاصطناعي رغبة متزايدة في الأصالة والإبداع في الإعلانات. يرى العديد من المستهلكين أن الإعلانات التي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الروح الإنسانية والابتكار. وبالتالي، فإن الإعلانات التي تعتمد على الأساليب التقليدية، مثل الرسوم المتحركة اليدوية والتصميم الفني، قد تكون أكثر فعالية في بناء علاقة قوية مع المستهلكين وتعزيز صورة العلامة التجارية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على الجودة الفنية والجمالية للإعلان يمكن أن يعزز مكانة العلامة التجارية كشركة تقدر الإبداع والابتكار. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الولاء للعلامة التجارية وتحسين المبيعات. كما أن استخدام أساليب فنية فريدة ومميزة يمكن أن يساعد العلامة التجارية على التميز عن منافسيها في سوق مزدحم.
في الختام، يمثل إعلان بورشه لعيد الميلاد لعام 2025 نقطة تحول محتملة في صناعة الإعلانات. إذا استمر هذا الاتجاه نحو الإعلانات غير المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فقد نشهد تحولًا في استراتيجيات التسويق التي تركز بشكل أكبر على الأصالة والإبداع والجودة الفنية. من المتوقع أن تقوم Parallel Studio بتقديم توضيح رسمي حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلان في الأيام القادمة، وهو ما سيساعد في تحديد ما إذا كان هذا الإعلان يمثل بداية اتجاه جديد أم مجرد حالة استثنائية. سيراقب خبراء التسويق عن كثب ردود فعل المستهلكين على هذا الإعلان وكيف ستتعامل العلامات التجارية الأخرى مع إعلاناتها في موسم العطلات القادم.
