شهد برنامج جو روغان الشهير حلقة نقاشية مثيرة للاهتمام مع الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا، جنسن هوانغ، حيث ركز الحوار بشكل كبير على تطورات الذكاء الاصطناعي والفرص والتحديات التي تواجه هذا المجال. الحلقة، التي بثّت مساء الأربعاء، استعرضت رؤى هوانغ حول قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية والمستقبلية، ودور شركة نفيديا في دفع هذا التطور التكنولوجي. وقد أثارت الحلقة جدلاً واسعاً بين المهتمين بالتكنولوجيا ومستقبلها.
أجرى الحوار في استديو جو روغان، وتناول مواضيع متنوعة بدءًا من التقدم الهائل في قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى القيود المحتملة المتعلقة بتوفير الطاقة اللازمة لتشغيله. كما تطرق الحديث إلى أهمية الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي وتأثيره المحتمل على مختلف الصناعات.
قفزة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي
أشار هوانغ إلى أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد شهدت تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصةً خلال العامين الماضيين. وقال إن القدرات الحسابية للذكاء الاصطناعي قد زادت بمقدار 100 ضعف، مما يجعله أكثر قوة وفعالية من أي وقت مضى. هذا التقدم يعزى بشكل كبير إلى التطورات في وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي تنتجها شركة نفيديا، والتي أصبحت أساسية لتشغيل العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأضاف هوانغ أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد نظام قادر على معالجة البيانات، بل أصبح قادرًا على “التفكير” وحل المشكلات بشكل مستقل. وأوضح أن هذه القدرة الجديدة تأتي من خلال تقسيم المشكلة إلى خطوات أصغر والبحث عن حلول قبل تقديم الإجابة، مما يجعله أكثر دقة وموثوقية. التعلم العميق (Deep Learning) هو أحد المجالات التي استفادت بشكل كبير من هذه الزيادة في القدرات الحسابية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الألعاب
أحد الأمثلة التي ذكرها هوانغ هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير ألعاب الفيديو. فقد عرضت نفيديا تقنيات تسمح بإنشاء شخصيات غير قابلة للعب (NPCs) أكثر واقعية وتفاعلية، حيث يمكن لهذه الشخصيات التفكير والتصرف بشكل مستقل بناءً على البيئة المحيطة بها. هذا يفتح آفاقًا جديدة للإبداع في صناعة الألعاب ويجعل تجربة اللعب أكثر غامرة.
الذكاء الاصطناعي كـ “كنز وطني” وتحديات الطاقة
تطرق هوانغ أيضًا إلى التصريحات السابقة لإدارة ترامب التي وصفته وشركة نفيديا كـ “كنز وطني”، وذلك بسبب الأهمية الاستراتيجية للشركة في مجال التكنولوجيا. كما ناقش المخاوف المتزايدة بشأن استهلاك الطاقة الهائل الذي يتطلبه تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة. يتفق هوانغ مع آراء بعض القادة في قطاع التكنولوجيا بأن توفير الطاقة سيكون هو العائق الأكبر أمام التوسع المستقبلي في الذكاء الاصطناعي، وليس قوة المعالجة.
وأكد هوانغ أن جميع الدول ستستفيد من الذكاء الاصطناعي، وأن هذه التكنولوجيا ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في المستقبل القريب. ومع ذلك، أشار إلى أن الوصول إلى هذا المستقبل قد يتطلب حلولًا مبتكرة لتوفير الطاقة وضمان الاستدامة. الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة هو أحد الجوانب الهامة التي يجب التركيز عليها.
أثناء الحوار، أشار جو روغان إلى صورة من اجتماع سابق جمع بين هوانغ وسام ألتمان وإيلون موسك، مما يبرز العلاقات الوثيقة بين قادة الصناعة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أثارت هذه الصورة تساؤلات حول التعاون المحتمل بين هذه الشركات في المستقبل.
يمكن مشاهدة الحلقة الكاملة من برنامج جو روغان عبر الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=3hptKYix4X8.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع والاقتصاد في التزايد. ومن المقرر أن تعلن شركة نفيديا عن المزيد من التفاصيل حول تقنياتها الجديدة في مؤتمرها القادم في شهر مايو. كما يجب مراقبة التطورات في مجال تنظيم الذكاء الاصطناعي، حيث تتجه العديد من الحكومات نحو وضع قوانين ولوائح جديدة للتحكم في هذه التكنولوجيا.
