يحتفل عالم السينما بمرور 25 عامًا على إصدار فيلم “كيف سرق غرينش عيد الميلاد” (How the Grinch Stole Christmas) للمخرج رون هوارد، والذي قام ببطولته جيم كاري في تجسيد أيقوني لشخصية غرينش المحبوبة من كتابات الدكتور سوس. كشف فريق العمل عن التحديات الكبيرة التي واجهتهم في إحياء هذه الشخصية الخيالية على الشاشة، بدءًا من المكياج المعقد وصولًا إلى الحفاظ على روح الدعابة والسخرية التي تميز بها غرينش في الأصل.
صدر الفيلم في عام 2000، وحقق نجاحًا تجاريًا ونقديًا كبيرًا، ليصبح جزءًا أساسيًا من تقاليد مشاهدة أفلام عيد الميلاد للعديد من العائلات حول العالم. الفيلم من إنتاج Universal Pictures، ويستند إلى قصة الأطفال الشهيرة التي كتبها الدكتور سوس عام 1957.
تحديات تجسيد شخصية غرينش
بدأت عملية اختيار الممثل المناسب لتجسيد شخصية غرينش بعد الحصول على موافقة أودري جيزل، أرملة الدكتور سوس. كان جيم كاري هو الخيار الأول للمخرج رون هوارد، نظرًا لقدرته الفريدة على المزج بين الكوميديا والدراما، بالإضافة إلى مهاراته في التمثيل الجسدي.
المكياج والتحول الجسدي
كان التحول إلى غرينش تحديًا جسديًا هائلاً بالنسبة لكاري. استغرق وضع المكياج ثماني ساعات يوميًا، وتضمن ارتداء عدسات لاصقة تسببت له في ألم شديد. في البداية، أراد الاستوديو أن يظهر كاري بشكل أقرب إلى مظهره المعتاد مع مجرد صبغ بشرته باللون الأخضر، لكن كاري أصر على تجسيد مظهر غرينش بشكل أكثر دقة، مستوحى من رسومات الدكتور سوس الأصلية.
وبحسب ما ورد، ساعد فنان المؤثرات الخاصة ريك بيكر في إقناع الاستوديو بتبني رؤية كاري، وذلك من خلال تسريب معلومات إلى موقع Ain’t It Cool News، مما أدى إلى رد فعل إيجابي من الجمهور.
إعادة كتابة السيناريو
على الرغم من وجود سيناريو مكتوب مسبقًا، قام كاري بالتعاون مع فريق من الكتاب، بما في ذلك أليك بيرج وجيف شيفر وديفيد ماندل (المعروفين بعملهم في مسلسل Seinfeld)، بإعادة كتابة أجزاء كبيرة من السيناريو. أضافوا مشاهد جديدة مثل قائمة مهام غرينش، والتي لم تكن موجودة في الكتاب الأصلي، ولكنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الفيلم.
الروح الأصلية لشخصية الدكتور سوس
حرص فريق العمل على الحفاظ على روح الدعابة والسخرية التي تميز بها غرينش في كتابات الدكتور سوس. وفقًا لرون هوارد، كان كاري ملتزمًا تمامًا بتجسيد هذه الروح، حتى لو كان ذلك يعني تحمل صعوبات جسدية كبيرة.
أكد هوارد أن كاري كان يرفض استخدام المؤثرات البصرية الرقمية للعيون الخضراء، مفضلاً العدسات اللاصقة على الرغم من إزعاجها الشديد. هذا التفاني في التفاصيل ساهم في خلق شخصية غرينش التي أحبها الجمهور.
مستقبل شخصية غرينش في السينما
على الرغم من نجاح فيلم 2000، لا يزال مستقبل شخصية غرينش في السينما غير واضح. ذكر هوارد أنه تم التفكير بشكل عابر في إنتاج جزء جديد، لكنه ليس متأكدًا من أنهم يريدون العودة إلى هذه الشخصية مرة أخرى.
ومع ذلك، أشار هوارد إلى أنه في حالة إنتاج فيلم جديد، يمكن استخدام التكنولوجيا الرقمية الحديثة لتخفيف بعض الصعوبات التي واجهها كاري في الفيلم الأصلي، مثل المكياج والعدسات اللاصقة. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من المناقشات حول إمكانية إعادة إحياء شخصية غرينش على الشاشة الكبيرة، مع الأخذ في الاعتبار التطورات التكنولوجية والاهتمام المستمر بهذه الشخصية المحبوبة.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب الاستوديو عن كثب أداء أفلام الرسوم المتحركة الأخرى المستوحاة من أعمال الدكتور سوس، مثل “The Lorax” و “Horton Hears a Who!”، لتقييم مدى جاذبية هذه الشخصيات للجمهور في الوقت الحالي.
