يتوقع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ومؤسس xAI، أن تحقق شركته إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي العام في غضون العامين المقبلين، ربما بحلول عام 2026. يأتي هذا التوقع بعد تنبؤات سابقة لم تتحقق، مما يثير تساؤلات حول دوافع ماسك وتوقيته للإعلانات المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي. التنافس في هذا المجال المحموم بين الشركات التكنولوجية يزداد شراسة، مع استثمارات ضخمة وتوقعات متضاربة حول الجدول الزمني لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام.
في مايو 2024، سأل لوجان كيلباتريك، رئيس قسم المنتج في Google AI Studio، ماسك عن المدة الزمنية المتبقية لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام. رد ماسك حينها بأن ذلك سيكون “في العام المقبل”، وهو ما اعتبره كيلباتريك تقديرًا طموحًا للغاية. هذا التبادل يبرز التوقعات المتباينة بين الخبراء في هذا المجال، ويأتي في أعقاب إعلان ماسك عن تأسيس xAI في يوليو 2023، بهدف تطوير برمجته الخاصة للذكاء الاصطناعي، Grok AI.
تطورات الذكاء الاصطناعي العام وتوقعات ماسك
يشير تقرير صادر عن Business Insider إلى أن ماسك أطلع موظفي xAI على أن الاستثمار في الشركة يسير بوتيرة جيدة، حيث يقدر التمويل السنوي بين 20 و 30 مليار دولار. ومع ذلك، قوبلت استفسارات حول هذا التقرير برد آلي تلقائي من xAI، مفاده أن “وسائل الإعلام التقليدية تكذب”. يعكس هذا الرد موقف ماسك المعروف بانتقاده لوسائل الإعلام.
تكمن إحدى المشكلات الرئيسية في مناقشة الذكاء الاصطناعي العام في عدم وجود تعريف موحد ومتفق عليه. وفقًا لشركة IBM، فإن تحقيق الذكاء الاصطناعي العام يعني قدرة الذكاء الاصطناعي على “مطابقة أو تجاوز القدرات المعرفية للبشر في أي مهمة”. لكن تحديد ماهية “القدرات المعرفية” و”أي مهمة” لا يزال أمرًا معقدًا ومثيرًا للجدل.
الجدل حول الوعي والذكاء الاصطناعي
يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي العام يتجاوز مجرد القدرات الحسابية المعقدة ليشمل نوعًا من الوعي الذاتي. في هذا السيناريو، سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على فهم نفسه، بدلًا من مجرد تكرار البيانات التي تم تدريبه عليها. هذا التصور يثير مخاوف بشأن إمكانية نشوء “ثورة روبوتات” وسعي الذكاء الاصطناعي إلى تدمير البشرية، وهي فكرة روج لها ماسك في الماضي، ولكنه تراجع عنها مؤخرًا.
على الرغم من هذه المخاوف النظرية، يرى الكثيرون أن سيناريو “العملاق” (Colossus: The Forbin Project) – فيلم خيال علمي صدر عام 1970 يصور صراعًا بين الذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة النووية – لا يزال بعيد المنال. حاليًا، لا نمتلك روبوتات متطورة بالقدر الكافي لتحقيق مثل هذا الوضع.
ومع ذلك، تواصل شركات مثل تسلا تطوير روبوتات شبيهة بالبشر. يتوقع ماسك أن تتمكن تسلا من إنتاج مليون روبوت أوبتيموس سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة، ويمكن لهذه الروبوتات حتى أن تساعد في رعاية الأطفال. لكن تحقيق ذلك يعتمد على حل المشكلات الفنية المتعلقة بتشغيل هذه الروبوتات بشكل موثوق وآمن.
دوافع ماسك وتأثيرها على الصناعة
يبدو أن تعامل ماسك مع مفهوم الذكاء الاصطناعي العام مرتبط بشكل كبير بالترويج لشركاته. فدفع الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سواء كان ذلك من خلال إثارة المخاوف أو الترويج للتقدم المحتمل، يعتبر أمرًا حيويًا للاقتصاد الأمريكي في الوقت الحالي. وتشكل المنافسة بين الشركات في هذا المجال – بما في ذلك OpenAI – دافعًا إضافيًا لمثل هذه التصريحات.
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي العام، أعلن ماسك عن هدف آخر، وهو إطلاق سيارة طائرة. كان من المفترض أن يتم عرض هذه السيارة في نهاية العام، ولكن لم يتم تأكيد ذلك حتى الآن. يثير هذا الأمر تساؤلات حول مدى واقعية الجدول الزمني الذي تضعه ماسك لمشاريع شركاته.
في الختام، لا يزال تحقيق الذكاء الاصطناعي العام هدفًا بعيد المنال. تعتبر توقعات ماسك تحديًا للواقع، ويتوقع أن نشهد المزيد من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع التركيز على تحسين أداء النماذج الحالية وتوسيع نطاق تطبيقاتها. من المهم متابعة التقدم المحرز في مجال الذكاء الاصطناعي، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التقنية والأخلاقية التي تواجه هذا المجال.
