بدأت مجموعة من علماء الفلك أول عملية بحث عن إشارات من تكنولوجيا غريبة من مجرات أبعد من مجرتنا باستخدام مجموعة كبيرة من هوائيات الراديو في المناطق الريفية في أستراليا.
وقد أطلق معهد SETI ومركز أبحاث SETI في بيركلي والمركز الدولي لأبحاث علم الفلك الراديوي هذه الجهود. واستخدم التعاون مجموعة Murchison Widefield Array، وهي مرصد راديوي يضم 4096 هوائيًا في غرب أستراليا، لإجراء ملاحظاتها. وتبدو هوائيات المصفوفة وكأنها مجموعات من العناكب المعدنية مرتبة في شبكات؛ ورغم أنها ليست ضخمة مثل بعض أطباق المراصد الراديوية الكبيرة، فإن المصفوفة مناسبة تمامًا للملاحظات الراديوية للفضاء العميق.
استفادت دراسة الفريق، التي تستضيفها حاليًا خادم ما قبل الطباعة arXiv، من مجال الرؤية الكبير للصفيف لمسح 2800 مجرة في ملاحظة واحدة. وهذا يميز الدراسة الأخيرة عن عمليات البحث السابقة، والتي ركزت في الغالب على مصادر الراديو داخل مجرة درب التبانة. يمكن أن تتراوح النجوم داخل مجرة درب التبانة بين 4 و100000 سنة ضوئية، بينما يمكن أن تتراوح المجرات القريبة بين 2 مليون و30 مليون سنة ضوئية، وبالتالي فإن الاختلافات في الحجم عميقة للغاية.
وكتب الفريق في الورقة البحثية: “إن أحد التحديات الرئيسية في البحث عن علامات الذكاء خارج الأرض هو السرعة التي يمكننا بها مراقبة السماء. وحتى مع مجال الرؤية الكبير الذي توفره مجموعات الفتحات مثل MWA، فإن التجارب المخصصة التي يتم إجراؤها على أدوات الاستخدام المشترك تحد من مقدار السماء التي نغطيها ومدى تكرار تغطيتنا لنفس المصادر”.
وفقًا لبيان صادر عن معهد SETI، لكي تتمكن حضارة خارج كوكب الأرض من مجرة أخرى من إرسال رسالة يمكن اكتشافها على الأرض، يجب أن تكون تكنولوجيا الحضارة متقدمة بما يكفي لاستخدام نجمها المضيف أو العديد من النجوم كمصدر للطاقة. يعتمد هذا التصنيف على مقياس كارداشيف لتقدم الحياة الذكية، والذي يصف ثلاث فئات أساسية من الحضارات ومستوى تقدمها، كما هو محدد من خلال الطاقة المتاحة لها.
لقد تم استخدام مجموعة غرب أستراليا في عمليات البحث عن ذكاء خارج الأرض (أو SETI) من قبل؛ في عام 2020، لم تسفر عملية بحث شاملة عن توقيعات فضائية عن أي نتائج. وعلى الرغم من خطورة ذكر ما هو واضح، فإن البحث الأخير لم يسفر عن أي توقيعات تقنية، أو مؤشرات على أن الكائنات الفضائية تستخدم تقنياتها الخاصة. لكنك تخطئ 100% من اللقطات التي لا تلتقطها!
لاحظ الباحثون أن التلسكوبات الحالية والمخطط لها تزيد من سرعة هذا البحث. وبالتحديد، سيساعد كل من التلسكوب Very Large Array وMeerKAT في البحث عن إشارات فضائية بأطوال موجية راديوية. أتمنى فقط أن يكون الكائنات الفضائية على دراية ببروتوكولات الاتصال الراديوي القياسية – “roger” و”over” وما إلى ذلك. وإلا فسنكون عالقين في روتين يشبه روتين الطائرات مع الكائنات الفضائية، عندما يكون الأمر سيئًا بما فيه الكفاية مع البشر.