يدق العلماء ناقوس الخطر بشأن موسم الأنفلونزا القادم في أمريكا الشمالية، حيث تشير التوقعات إلى أن المتغير الجديد لفيروس H3N2 قد يكون كابوسًا حقيقيًا. وفقًا لورقة بحثية حديثة، ظهرت سلالة جديدة من فيروس H3N2، تُعرف باسم الفئة الفرعية K، في نهاية موسم الأنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي، ومن المتوقع أن تصبح واحدة من أكثر السلالات انتشارًا في الولايات المتحدة وكندا.
أصدر مسؤولو الصحة في كندا التحذير في ورقة أواخر الشهر الماضي، مشيرين إلى أن الفئة الفرعية K قد لا تتطابق جيدًا مع لقاح الأنفلونزا الموسمية. هذا يعني أن لقاحات الأنفلونزا قد تكون أقل فعالية في حماية الناس من المرض، مما يزيد من خطر انتشار العدوى.
فهم فيروس الأنفلونزا وتأثير الفئة الفرعية K
خلال ذروة موسم الأنفلونزا، تنتشر عدة أنواع من فيروسات الأنفلونزا A وB بين الأشخاص. ولتطوير لقاحات فعالة، يجتمع العلماء والسلطات الصحية مرتين سنويًا للتنبؤ بالمتغيرات التي من المرجح أن تنتشر بين السكان. ومع ذلك، يمكن لفيروسات الأنفلونزا أن تتطور بسرعة وتغير من شكلها، مما يجعل من الصعب توقع المتغيرات التي ستظهر في الموسم القادم.
في الموسم الماضي، ظهرت متغيرات جديدة من فيروس H3N2 في نصف الكرة الشمالي، مما أدى إلى موسم أنفلونزا شديد في الولايات المتحدة. الآن، تظهر الفئة الفرعية K في نصف الكرة الجنوبي، مما يثير قلقًا بشأن تأثيرها المحتمل في أمريكا الشمالية.
أهمية اللقاحات رغم عدم التطابق
رغم التوقعات القاتمة، تظل اللقاحات أداة هامة في مكافحة الأنفلونزا. وفقًا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن لقاح الأنفلونزا لهذا الموسم فعال بنسبة 70% إلى 75% في منع دخول الأطفال إلى المستشفى بسبب الأنفلونزا، وبنسبة 30% إلى 40% لدى البالغين. هذا يشير إلى أن اللقاحات لا تزال توفر حماية مهمة، حتى في حالة عدم التطابق الكامل مع المتغيرات المنتشرة.
ومع ذلك، من المهم اتخاذ إجراءات إضافية للحد من انتشار العدوى، مثل ممارسة النظافة الجيدة والبقاء في المنزل عند المرض. كما أن ارتداء الأقنعة الواقية، مثل KN95 أو N95، يمكن أن يوفر حماية إضافية في المواقف الأكثر خطورة.
تظل التوقعات بشأن موسم الأنفلونزا القادم غير مؤكدة، وستكون هناك حاجة لمراقبة الوضع عن كثب في الأسابيع القادمة. مع استمرار انتشار الفئة الفرعية K، سيكون من المهم تقييم فعالية اللقاحات واتخاذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر.
