أظهرت أبحاث جديدة أن كلاب الدنجو الأسترالية والكلاب الحديثة لا تتشابه فيما بينها كما كان مفترضًا في السابق. فقد درس الباحثون بقايا الحمض النووي القديمة لكلاب الدنجو في مختلف أنحاء القارة ولم يجدوا سوى القليل من الأدلة على التزاوج بين سلالتي الكلاب.
تعد كلاب الدنجو من أشهر الحيوانات البرية في أستراليا. ولكن هناك بعض الجدل حول مكانة هذه الحيوانات على طول فرع الحياة الكلبية. يُعتقد أنها نشأت من مجموعة من الكلاب المستأنسة التي تم جلبها إلى القارة منذ أكثر من 3000 عام، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت مجموعات الدنجو الأحدث قد استمرت في الاختلاط بالكلاب.
أجرى علماء من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا بحثًا جديدًا. وتمكنوا من تحليل عينات من الحمض النووي للكلاب البرية التي تم جمعها من مواقع في جميع أنحاء أستراليا، حيث يعود تاريخ أقدم العينات إلى 2746 عامًا مضت – وخاصة قبل وصول سلالات الكلاب الأخرى إلى المنطقة.
توجد مجموعتان رئيسيتان من كلاب الدنجو تعيشان اليوم في النصفين الشرقي والغربي من أستراليا. وكان يُعتقد إلى حد كبير أن هذه المجموعات قد تشكلت استجابة للتدخل البشري، وخاصة سياج دينغو واسع النطاق ولا يزال موجودًا تم تربيتها لأول مرة في أوائل القرن العشرين للحفاظ على الماشية في جنوب شرق أستراليا في مأمن من افتراس الدينغو.
ولكن العلماء وجدوا أن التمييز الجيني بين كلاب الدنجو الشرقية والغربية يسبق السياج أو غيره من أشكال النشاط البشري في فترة ما بعد الاستعمار. ويبدو أن كلاب الدنجو الحديثة تشبه وراثياً أسلافها إلى حد كبير، مع وجود اختلاط ضئيل بينها وبين الكلاب المنزلية اليوم. حتى أن مجموعة فرعية من كلاب الدنجو التي تعيش على جزيرة كجاري لم تظهر عليها أي علامات تشير إلى وجود أصول حديثة من الكلاب المنزلية على الإطلاق.
النتائج التي توصل إليها الفريق، نشرت الاثنين في المجلة الأكاديمية الوطنية للعلومولكن لا تزال هناك عدة سيناريوهات مفتوحة حول كيفية تحول كلاب الدنجو إلى جزء ثابت من القارة. ومن بين الاحتمالات التي أبرزها الباحثون أن هناك موجتين على الأقل من هجرة كلاب الدنجو القديمة إلى النصفين الغربي والشرقي من أستراليا. وربما تزاوجت بعض كلاب الدنجو الشرقية مع كلاب الغناء في غينيا الجديدة، أو جاءت من سلالات أخرى قديمة من الكلاب الأصلية في غينيا الجديدة والتي تعتبر قريبة من كلاب الدنجو.
ويأمل الباحثون أن يساعد عملهم في توضيح ماضيهم الجيني في جهود الحفاظ على كلاب الدنجو. ورغم أن كلاب الدنجو قد تشكل خطراً على الماشية، فإنها تلعب أيضاً دوراً مهماً في بيئتها، وغالباً ما تعمل كحيوان مفترس رئيسي في معظم الأراضي البرية في أستراليا.
قالت سالي واصف، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وهي عالمة في علم الوراثة القديمة في كلية العلوم الطبية الحيوية بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، في دراسة نشرت في مجلة “ساينس أليرت” العلمية: “إن فهم بنية سكانهم التاريخية يساعدنا في الحفاظ على دور الدنجو في البيئة والثقافة الأسترالية”. إفادة من الجامعة. “إن كلاب الدينغو معرضة حاليًا للتهديد من خلال برامج الإعدام القاتلة، ويسلط بحثنا الضوء على أهمية حماية السكان في المتنزهات الوطنية وخارجها.”