أنهى مسلسل الخيال العلمي البريطاني الشهير دكتور هو موسمه الأخير الحرب بين البر والبحر (The War Between the Tides) وسط انتقادات واسعة النطاق، حيث اتُهم بالابتعاد عن الفكرة المركزية لأزمة المناخ والتركيز المفرط على العلاقات الرومانسية. وخلص العديد من النقاد إلى أن هذا الموسم، على الرغم من وعوده الأولية، فشل في تقديم قصة متماسكة أو ذات مغزى، مما أثر سلبًا على صورة المسلسل بأكمله.
بدأ عرض الحرب بين البر والبحر بتلميحات واضحة حول صراع محتمل بين البشر و”هومو أكوا” (Homo Aqua)، وهي كائنات بحرية متطورة، وتقديم رسائل حول تغير المناخ. ومع ذلك، سرعان ما انحرف المسلسل نحو قصة حب غير متوقعة بين شخصيتين رئيسيتين، مما أدى إلى إضعاف القضايا البيئية المهمة التي كان من المفترض أن تكون في صميم الأحداث.
تطورات غير مرضية في قصة دكتور هو
تركز النقد الأكبر على الطريقة التي تعامل بها المسلسل مع موضوع تغير المناخ. فبدلًا من استكشاف تعقيدات هذه القضية العالمية، اختار المسلسل تقديم “هومو أكوا” كتهديد شرير، ثم التخلص من هذا التهديد بشكل سريع وغير مقنع باستخدام فيروس “الانفصال” (Severance). هذا التحول المفاجئ أثار تساؤلات حول هدف المسلسل ورسالته الحقيقية.
التركيز على الرومانسية على حساب القضايا الأكبر
كما أثار التركيز على العلاقة الرومانسية بين سولت وباركلي انتقادات. يرى النقاد أن هذه العلاقة تطورت بسرعة كبيرة وبشكل غير واقعي، وأنها استولت على مساحة سردية كان يمكن استخدامها لاستكشاف الجوانب السياسية والأخلاقية للصراع بين البشر و”هومو أكوا” بشكل أعمق. بالإضافة إلى ذلك، أدى هذا التحول إلى إهمال دور الشخصية الرئيسية، الطبيب، وتأثيره على الأحداث.
دور الوحدة (UNIT) غير المبرر
أشار بعض المحللين إلى أن المسلسل فشل في معالجة دور منظمة الوحدة (UNIT)، وهي منظمة عسكرية بريطانية مكلفة بالتعامل مع التهديدات غير العادية. فقد تم تصوير الوحدة على أنها مهووسة بالمراقبة والتسليح، مما أثار تساؤلات حول أهدافها الحقيقية وأخلاقيات أفعالها. هذا الأمر لم يلقِ الضوء على وحدة المعالجة المركزية، بل زاد من تعقيد القصة دون تقديم تفسير واضح.
فشل المسلسل في الالتزام برؤيته الأصلية
يبدو أن الحرب بين البر والبحر عانى من أزمة هوية، حيث لم يتمكن من تحديد ما إذا كان يريد أن يكون قصة سياسية حول تغير المناخ، أو قصة حب خيالية، أو مغامرة تقليدية في عالم دكتور هو. هذا التردد أدى إلى قصة مشوشة وغير متماسكة فشلت في إرضاء المعجبين أو النقاد.
يزيد من هذا التعقيد الوقت الذي استغرقه المسلسل قبل عرضه للجمهور. فالتأخير في إصدار المسلسل على نطاق واسع بسبب خلافات توزيع أدت إلى تراجع الاهتمام به، وتقليل تأثيره المحتمل على النقاش العام حول تغير المناخ والبيئة.
وفقًا لتقارير متعددة، لم يتمكن المسلسل من تحقيق الإمكانات التي تم الترويج لها في البداية. فبدلًا من تقديم قصة مؤثرة ومثيرة للتفكير، قدم الحرب بين البر والبحر حلقة مفقودة في تاريخ دكتور هو، والتي من المرجح أن يتم نسيانها قريبًا. هذا الموسم لم يضف أي قيمة إلى عالم المسلسل, بل تسبب في الكثير من الإحباط لدى المتابعين.
تعتبر النهاية الدرامية بلقطة كيت ليثبريدج (Kate Lethbridge-Stewart) وهي تهدد بسلاحها أمرًا مثيرًا للجدل. في حين أن البعض قد يراها بمثابة تحذير قوي حول العواقب المترتبة على الإهمال البيئي، يرى البعض الآخر أنها مجرد محاولة غير ناجحة لإضفاء لمسة من الإثارة على نهاية باهتة.
من المتوقع الآن بث المسلسل على Disney + عالميًا في وقت ما من عام 2026، بعد تأخيرات كبيرة. سيراقب المعجبون والمحللون عن كثب كيفية استقبال العالم لهذه الحلقة الأخيرة، وما إذا كانت ستحقق أي نجاح في استعادة شعبية المسلسل.
