أعلنت شركة باراماونت بيكتشرز عن خططها لإعادة إحياء سلسلة أفلام الرعب الشهيرة نشاط خوارق (Paranormal Activity)، مع المنتج جيمس وان على رأس المشروع. وتشير التقارير إلى أن المخرج الكندي إيان تواسون يخوض مفاوضات نهائية لتولي مهمة إخراج الفيلم الجديد، مما يثير حماس محبي أفلام الرعب والتشويق. ومن المتوقع أن يعيد هذا الفيلم إحياء أسلوب “اللقطات التي تم العثور عليها” الذي اشتهرت به السلسلة الأصلية.
جاء هذا الإعلان في نهاية شهر ديسمبر الماضي، ويأتي في إطار جهود باراماونت لإعادة تقديم محتوى رعب كلاسيكي لجمهور جديد. وتعتبر سلسلة نشاط خوارق من بين أكثر سلاسل أفلام الرعب ربحية في تاريخ السينما، حيث حققت إيرادات تجاوزت 800 مليون دولار أمريكي على مستوى العالم. وتشير التوقعات إلى أن الفيلم الجديد سيستهدف جمهورًا واسعًا من محبي أفلام الرعب النفسي.
إعادة إحياء نشاط خوارق: اختيار المخرج إيان تواسون
يُعرف إيان تواسون بأعماله في مجال أفلام الرعب القصيرة، وخاصة فيلمه الروائي الطويل الأول “نغمة” (Immaculate). وقد حظي الفيلم بإشادة واسعة النطاق بعد عرضه الأول في مهرجان سينمائي كندي، مما أثار اهتمامًا كبيرًا من شركات الإنتاج الكبرى. ويعتبر تواسون من الأسماء الصاعدة في عالم إخراج أفلام الرعب.
خلفية تواسون وتأثره بالسلسلة الأصلية
وفقًا لما ذكرته مجلة هوليوود ريبورتر، يعتبر تواسون فيلم نشاط خوارق من بين أفضل ثلاثة أفلام رعب أثرت فيه، إلى جانب “مشروع ساحرة بلير” (The Blair Witch Project) والنسخة الأصلية من “طارد الأرواح الشريرة” (The Exorcist). هذا التأثر يجعله خيارًا مثاليًا لإعادة تقديم السلسلة مع الحفاظ على جو الرعب والتشويق الذي ميزت الأفلام الأصلية.
بالإضافة إلى ذلك، يتقاطع أسلوب تواسون في سرد القصص مع أسلوب نشاط خوارق. ففي فيلم “نغمة”، اعتمد المخرج على استخدام التسجيلات الصوتية كعنصر أساسي في بناء الأحداث، وهو ما يشبه استخدام التسجيلات المرئية في سلسلة نشاط خوارق. هذا التشابه في الأسلوب يعزز من فرص نجاح الفيلم الجديد.
تأثير أفلام الرعب المستقلة على صناعة السينما
يعكس اختيار إيان تواسون لإخراج نشاط خوارق اتجاهًا متزايدًا في صناعة السينما نحو الاعتماد على مخرجين صاعدين من مجال الأفلام المستقلة. هؤلاء المخرجون غالبًا ما يتميزون برؤية فنية فريدة وقدرة على تقديم محتوى مبتكر يجذب الجمهور.
ومع ذلك، يواجه المخرجون المستقلون تحديات كبيرة عند الانتقال إلى مشاريع إنتاج ضخمة مثل نشاط خوارق. يتطلب ذلك القدرة على التعامل مع ميزانيات كبيرة وضغوط الإنتاج، بالإضافة إلى الحفاظ على الرؤية الفنية التي ميزتهم في البداية. وتعتبر هذه التحديات جزءًا من عملية النمو والتطور المهني للمخرجين.
الرعب النفسي وأهميته في جذب الجمهور
تعتمد سلسلة نشاط خوارق على أسلوب الرعب النفسي الذي يركز على بناء التوتر والخوف من خلال الأحداث غير المتوقعة والغموض. هذا الأسلوب يختلف عن أفلام الرعب التقليدية التي تعتمد على العنف المباشر والمؤثرات البصرية الصارخة. ويعتبر الرعب النفسي أكثر فعالية في إثارة مشاعر الخوف والقلق لدى الجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح أسلوب “اللقطات التي تم العثور عليها” للمشاهدين الشعور بأنهم جزء من الأحداث التي تجري على الشاشة، مما يزيد من مستوى الانغماس والتشويق. هذا الأسلوب يساهم في خلق تجربة سينمائية فريدة ومثيرة.
في سياق متصل، تشهد صناعة السينما العربية اهتمامًا متزايدًا بإنتاج أفلام الرعب النفسي. وقد حققت بعض الأفلام العربية نجاحًا كبيرًا في هذا المجال، مما يشير إلى وجود جمهور عربي مهتم بهذا النوع من الأفلام. وتشير التوقعات إلى أن هذا الاتجاه سيستمر في المستقبل.
في الختام، لا تزال تفاصيل إنتاج نشاط خوارق قيد التطوير. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من المعلومات حول الفيلم، بما في ذلك طاقم الممثلين وتاريخ الإصدار، في الأشهر القادمة. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان الفيلم الجديد سيتمكن من استعادة نجاح السلسلة الأصلية، ولكن اختيار إيان تواسون كمخرج يمثل خطوة إيجابية في هذا الاتجاه. وسيتابع عشاق أفلام الرعب هذا المشروع باهتمام كبير.
