في تقرير حالة حديث، وصف الأطباء ما قد يكون أبشع عطسة تم توثيقها على الإطلاق في العالم. فقد عطس مريضهم، وهو رجل يبلغ من العمر 63 عامًا، وأخرج أمعائه من خلال جروحه الجراحية التي أعيد فتحها. واللافت للنظر أن الجراحين تمكنوا بعناية من إعادة أمعاء الرجل إلى مكانها الصحيح، وتعافى الرجل تمامًا.
تحتوي هذه المقالة على أوصاف رسومية قد يجدها بعض القراء مزعجة.
تم وصف حالة العطاس الذي يمزق الأمعاء في ورقة بحثية نُشرت في شهر مايو/أيار من هذا العام في المجلة الأمريكية لتقارير الحالات الطبية. وبحسب التقرير، خضع الرجل لعملية جراحية قبل أسبوعين لإزالة المثانة لعلاج مضاعفات العلاج الإشعاعي السابق لسرطان البروستاتا. وقد سارت العملية الجراحية دون أي مشاكل، وفي ذلك الصباح أزال الأطباء الدبابيس التي تغطي جروحه التي بدت وكأنها قد شُفيت تمامًا. وللاحتفال، ذهب الرجل وزوجته لتناول الإفطار في أحد المطاعم، وهناك حدث ما حدث.
أطلق الرجل عطاسًا قويًا أثناء السعال وبعد ذلك مباشرة شعر بإحساس “بالرطوبة” وألم في أسفل بطنه. وعندما نظر إلى أسفل، رأى “عدة حلقات من الأمعاء الوردية” تبرز من جروحه الجراحية. وبعبارة ملطفة، لم يكن الرجل متأكدًا تمامًا مما يجب فعله بعد ذلك. غطى أمعائه بقميصه وفكر في البداية في القيادة إلى المستشفى بنفسه. لكن خوفًا من أن يؤدي هذا إلى تفاقم محنته، اتصلت زوجته بدلاً من ذلك بسيارة إسعاف.
ومن غير المستغرب أن المسعف الذي وصل لم يكن متأكدًا أيضًا من أفضل طريقة للتعامل مع الموقف في البداية. فكرت لفترة وجيزة في دفع بعض الأمعاء إلى الداخل في البداية، لكنها تذكرت بعد ذلك بعض الدروس التي تعلمتها من المحاضرات حول علاج الإصابات المماثلة. وفي النهاية قرر المسعف تغطية أحشاء الرجل المكشوفة بضمادة بطنية مبللة بمحلول ملحي وشاش ملفوف حول جسم الرجل قبل نقله إلى المستشفى.
ومن المدهش أن أمعائه ظلت سليمة طوال هذه الفترة، وكان في حالة جيدة في الوقت الذي وصل فيه إلى غرفة الطوارئ. وعمل ثلاثة جراحين معًا بعناية لإعادة أمعاء الرجل إلى وضعها المعتاد. وسارت عملية تعافيه بسلاسة وخرج من المستشفى بعد ستة أيام في حالة جيدة. وكان تشخيص حالته النهائية: حالة حرفية من نزع الأحشاء.
إن إعادة فتح الجرح هو أحد المضاعفات النادرة ولكن المعروفة لعملية إزالة المثانة. ولكن من العدل أن نقول إن هذا النوع من الحوادث نادر. فقد بحث الأطباء في الأدبيات الطبية ولم يحددوا سوى سبع حالات مماثلة لأشخاص فقدوا أمعائهم بسبب جروحهم التي أعيد فتحها. وفي حين أن العطاس ربما كان بداية مشكلة الرجل، فمن المرجح أن السعال كان السبب الرئيسي، كما كتب الأطباء، لأن السعال يمكن أن يرفع ضغط الهواء داخل البطن بقوة.
ورغم أن محنة الرجل المروعة انتهت بنهاية سعيدة، فإن هذه الحالة تثبت أن حتى المتخصصين الطبيين المدربين قد يواجهون أوقاتاً عصيبة في معرفة أفضل السبل للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة. لذا يأمل الأطباء أن تساعد مقالتهم الآخرين، وخاصة المرضى والمستجيبين الأوائل، في المستقبل. وقد يرغب مديرو خدمات الطوارئ الطبية في تثقيف موظفيهم حول هذه الحالات باستخدام إرشادات مستمدة من علاج إصابات مماثلة في القتال، على سبيل المثال، والتي تشمل السيطرة على نزيف الناس، وشطف الأمعاء بمحلول ملحي معقم، وإبقاء الأمعاء مغطاة بضمادة معقمة مبللة.
في حال كنت تتساءل، بالمناسبة، لم يرفق الأطباء صورة لإصابة الرجل، ولكنهم فكروا في رسم صورة تفتخر أي أم بوضعها على ثلاجتها.