قد تدين قلوبنا المريضة يومًا ما بالامتنان لعنكبوت سام. العلماء في أستراليا على وشك بدء تجربة سريرية على دواء للنوبات القلبية مشتق في الأصل من سم عنكبوت شبكة القمع K'gari.
في حين أن هناك الآن عدة فئات من الأدوية التي يمكن أن تمنع أو تعالج مشاكل القلب، إلا أن أمراض القلب والأوعية الدموية تظل السبب الرئيسي الأكبر للوفاة. لذا فإن أي علاجات جديدة يمكنها حماية قلوبنا لا تزال جديرة بالاهتمام. يعتقد الباحثون في جامعة كوينزلاند وأماكن أخرى أنهم توصلوا إلى مثل هذا المرشح الذي تم عزله لأول مرة من نوع سام من عنكبوت القمع الموجود في جزيرة كجاري الأسترالية (المعروفة سابقًا باسم جزيرة فريزر): بروتين يسمى Hi1a.
يُعتقد أن هذه العناكب تمتلك بعضًا من أكثر السموم فتكًا وتعقيدًا الموجودة في العناكب على الإطلاق، ولكن حفنة فقط من 3000 بروتين في سمها تعتبر قاتلة تمامًا للبشر، في حين أن البعض الآخر مثل Hi1a يمكن أن يكون له تطبيقات عملية. وقد وجدت الأبحاث السابقة التي أجراها الفريق على الحيوانات دليلاً على أن Hi1a يمكنه حماية القلب عند حرمانه من الأكسجين أثناء نوبة قلبية. ويبدو أنه يفعل ذلك عن طريق منع الإشارات التي تجعل خلايا القلب تنتهي ذاتيًا بشكل فعال عندما لا يكون هناك أكسجين حولها. ويمكن أيضًا استخدام هذه السمة نفسها لتحسين قدرة قلوب المتبرعين على البقاء أثناء استرجاع الأعضاء.
وبعد حصولهم على تمويل كبير من صندوق مستقبل البحوث الطبية التابع للحكومة الأسترالية، أصبح الباحثون الآن على استعداد لبدء تجربة سريرية لـ Hi1a لعلاج النوبات القلبية والتبرع بالقلب، والتي من المتوقع أن تستمر لمدة أربع سنوات.
وقال جلين كينغ، الباحث في معهد الدراسات الجزيئية بجامعة كوينزلاند: “إن تمويل MRFF سيمكننا من إجراء تجارب سريرية على البشر لاختبار نسخة مصغرة من Hi1a كدواء لعلاج النوبات القلبية وحماية قلوب المتبرعين أثناء عملية الاسترجاع”. العلوم البيولوجية، في بيان للجامعة. “في حالة نجاحه، فإنه سيحسن بقاء المريض على قيد الحياة ونوعية حياته، ويوسع بشكل كبير مجموعة قلوب المتبرعين المتاحة للزراعة، ويقلل بشكل كبير من تكاليف الرعاية الصحية.“
فشل العديد من الأدوية المرشحة الواعدة في الارتقاء إلى مستوى إمكاناتها في التجارب البشرية، إما لأنها ليست فعالة كما هو مأمول في البشر أو لأنها ليست آمنة ومقبولة كما اقترحت الدراسات السابقة. لذلك سوف يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة ما إذا كانت Hi1a هي الصفقة الحقيقية. لكن الباحثين بشكل عام متفائلون بشأن مستقبل استخلاص علاجات جديدة من سم الحيوانات، وهو مجال يعرف باسم علم السموم. في العام الماضي فقط، على سبيل المثال، بدأ العلماء في البرازيل المرحلة الثانية من التجارب البشرية لاختبار عقارهم المشتق من سم العنكبوت كعلاج لضعف الانتصاب. ويأمل كينغ وفريقه أيضًا في إمكانية استخدام Hi1a لعلاج السكتات الدماغية وأشكال معينة من الصرع.
لذلك، في حين أن سم العنكبوت قد لا يمنح أي شخص قوى خارقة، إلا أنه قد يصبح مصدرًا غنيًا للأدوية الجديدة والمهمة.