أصدر الممثل والمخرج تيم بليك نيلسون روايته الأولى “بطل خارق” (Superhero) في المتاجر هذا الأسبوع، وهي قصة خيالية مستوحاة من تجربته في صناعة الأفلام، وخاصةً تجربته الأخيرة في فيلم “كابتن أمريكا: عالم جديد شجاع”. الرواية، التي تركز على صعود وسقوط ممثل يكافح للعودة إلى دائرة الضوء، تقدم نظرة من الداخل على عالم هوليوود المعاصر.
يستكشف الكتاب، الذي صدر عن دار نشر Simon & Schuster، التحديات والضغوط التي يواجهها الممثلون وصناع الأفلام في بيئة تنافسية ومتغيرة باستمرار. نيلسون، الذي لعب دور صامويل ستيرنز في فيلم “كابتن أمريكا”، بدأ في كتابة الرواية قبل قبوله الدور، واستمر في العمل عليها أثناء الإنتاج، مستفيدًا من ملاحظات زملائه في المهنة.
نظرة من الداخل على صناعة الأفلام من خلال “بطل خارق”
تدور أحداث “بطل خارق” حول بيتر كومبتون، ممثل سابق يرى في دور البطولة في فيلم “Major Machina” فرصة لإعادة إحياء مسيرته المهنية. ينتقل كومبتون إلى أتلانتا لبدء التصوير، لكن سرعان ما يجد نفسه محاطًا بالتوترات والخلافات الشخصية والمهنية. تتفاقم الأمور عندما تبدأ تفاصيل من حياته الخاصة في التسرب إلى وسائل الإعلام، مما يهدد ليس فقط الفيلم، بل أيضًا علاقته بزوجته وشريكته في الإنتاج، مارسي ليفي.
الواقعية كأساس للرواية
أكد نيلسون في مقابلات صحفية أن الرواية ليست مجرد محاكاة ساخرة لصناعة الأفلام، بل هي انعكاس دقيق لما شهده بنفسه. ووفقًا لمجلة هوليوود ريبورتر، فإن كل حدث وشخصية في الكتاب إما أنه عاشها نيلسون شخصيًا أو سمع عنها مباشرة من أشخاص يعملون في هذا المجال. لقد سعى نيلسون للحصول على أكبر قدر ممكن من الدقة من خلال التحدث مع الممثلين والمنتجين، بما في ذلك نيت مور من Marvel Studios.
على الرغم من أوجه التشابه مع بعض الأحداث الواقعية في هوليوود، يصر نيلسون على أن الرواية ليست مجرد “نظرة خاطفة” على الاستوديوهات الكبرى. بل يراها “رسالة حب لصناعة الأفلام” واستكشافًا للعلاقات الإنسانية المعقدة التي تتشكل في هذا العالم الفريد. ويرى أن هذا النوع من القصص لا يزال يلقى صدى لدى الجمهور، حتى لو لم يعد يحقق نفس الإيرادات التي كان يحققها في الماضي.
يركز الكتاب أيضًا على موضوعات مثل الشهرة، والمسؤولية، وتأثير وسائل الإعلام. يستكشف نيلسون كيف يمكن للشهرة أن تفسد الأفراد وتدمر العلاقات، وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تشوه الحقائق وتخلق تصورات خاطئة. بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب التحديات التي تواجهها النساء في صناعة الأفلام، من خلال شخصية مارسي ليفي، التي تكافح من أجل إثبات نفسها في عالم يهيمن عليه الذكور. هذه القضايا الاجتماعية والثقافية تجعل الرواية ذات صلة أبعد من مجرد عالم السينما.
يعتبر البعض أن الرواية بمثابة تعليق على التغيرات التي طرأت على صناعة الترفيه، وخاصةً مع صعود منصات البث الرقمي وتزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يرفض نيلسون تصنيف كتابه على أنه نقد لصناعة الأفلام، بل يراه محاولة لفهمها بشكل أفضل وتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية فيها. الإنتاج السينمائي (Film Production) هو محور أساسي في الرواية.
بالنسبة لنيلسون، فإن كتابة الرواية كانت مشروعًا شخصيًا طال انتظاره. وقال إنه لم يرغب في التعامل مع كتابة الروايات باستخفاف، ولهذا السبب انتظر حتى بلغ الخمسين من عمره قبل أن يبدأ في كتابة روايته الأولى. ويهدف من خلال هذا العمل إلى تقديم “رواية حقيقية” تعكس تجاربه ومشاعره الصادقة. الرواية تستكشف أيضًا مفهوم الهوية (Identity) وكيف يمكن للأفراد أن يفقدوا أنفسهم في سعيهم وراء الشهرة والنجاح.
من المتوقع أن تثير “بطل خارق” نقاشًا حول طبيعة صناعة الأفلام وتأثيرها على المجتمع. سيراقب النقاد والجمهور عن كثب ردود الفعل على الرواية، وكيف ستؤثر على مسيرة نيلسون المهنية. في الوقت الحالي، لا توجد خطط لتحويل الرواية إلى فيلم أو مسلسل تلفزيوني، ولكن من الممكن أن يتم استكشاف هذه الخيارات في المستقبل. النجاح النقدي والتجاري للرواية سيحدد إلى حد كبير ما إذا كانت ستلهم أعمالًا أخرى في هذا النوع.
