تواجه جهود مكافحة القمامة في جبل إيفرست تحديات جديدة، حيث أعلنت نيبال عن إلغاء برنامج قديم يعتمد على مطالبة المتسلقين بإعادة كميات محددة من النفايات معهم. يأتي هذا القرار بعد أكثر من عقد من التنفيذ، مع إقرار السلطات بأن البرنامج لم ينجح بشكل كامل في معالجة تراكم النفايات في المنطقة، خاصةً في المعسكرات العليا. وتعتبر هذه المشكلة تهديدًا متزايدًا للبيئة الهشة لجبل إيفرست.
أعلنت إدارة السياحة النيبالية عن إلغاء نظام الإيداع للنفايات في جبل إيفرست، والذي كان يتطلب من المتسلقين حمل ما لا يقل عن 8 كيلوغرامات من القمامة معهم أو دفع مبلغ 4000 دولار كوديعة. وقد بدأ هذا النظام في عام 2014 بهدف تقليل كمية النفايات المتراكمة في منطقة “ساوث كول”، وهي المنطقة الأخيرة قبل القمة. ومع ذلك، أشار مدير إدارة السياحة، هيمال غوتام، إلى أن مشكلة القمامة لا تزال قائمة وأن النظام أصبح “عبئًا إداريًا”.
تحديات جمع القمامة في جبل إيفرست
على الرغم من إلغاء نظام الإيداع، تواصل نيبال جهودها لمعالجة مشكلة النفايات في جبل إيفرست. وقد حققت بعض المبادرات نجاحًا أكبر من غيرها، مثل تلك التي تقودها لجنة ساجارماثا لمكافحة التلوث (SPCC)، وهي منظمة غير حكومية تعمل على إدارة النفايات في منطقة إيفرست. جمعت اللجنة خلال موسم الربيع لعام 2024 حوالي 85 طنًا من النفايات من معسكر القاعدة، بينما قامت فرق الاستكشاف بإحضار 10 أطنان إضافية من المعسكرات الأعلى، وفقًا لصحيفة كاتماندو بوست.
ومع ذلك، لا تزال المعسكرات المرتفعة تمثل تحديًا كبيرًا في عملية التنظيف. تشير التقديرات إلى أن ما بين 40 و 50 طنًا من النفايات لا تزال متناثرة في منطقة “ساوث كول”. أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن المتسلقين يميلون إلى إزالة النفايات من المعسكرات السفلية فقط، كما صرح تشيرينج شيربا، الرئيس التنفيذي لـ SPCC، لبي بي سي.
مشاكل في الرقابة والتنفيذ
بالإضافة إلى ذلك، لا يُطلب من المتسلقين إعادة كمية من النفايات تتجاوز ما تركوه وراءهم. ووفقًا لتقديرات شيربا، ينتج المتسلق الواحد ما يقرب من 12 كيلوغرامًا من النفايات خلال رحلته على الجبل. وهذا يعني أن النظام السابق لم يكن يغطي الكمية الكاملة من النفايات المتولدة.
كما أشار شيربا إلى نقص الرقابة على المتسلقين في المناطق المرتفعة. فبعد نقطة التفتيش فوق شلال خومبو الجليدي، لا توجد مراقبة فعالة لما يفعله المتسلقون فيما يتعلق بالتخلص من النفايات. وهذا يسمح بانتشار النفايات في المناطق الأكثر حساسية بيئيًا.
تتسبب النفايات المتراكمة في جبل إيفرست في تلوث مصادر المياه، وإدخال المواد البلاستيكية الدقيقة والمواد الكيميائية السامة إلى البيئة الطبيعية، وخلق مخاطر بيولوجية على السكان المحليين والمتسلقين، خاصةً بسبب الفضلات البشرية المهملة. وتعتبر هذه المشكلة تهديدًا لاستدامة المنطقة وجاذبيتها السياحية.
خطة جديدة للاستدامة
بدلاً من نظام الإيداع، تخطط نيبال لفرض رسوم تنظيف غير قابلة للاسترداد على المتسلقين، والتي يُتوقع أن تبلغ حوالي 4000 دولار. سيتم استخدام هذه الرسوم لإنشاء صندوق دائم لرعاية الجبال، مخصص للحفاظ على البيئة وإدارة النفايات. وتهدف هذه الخطة إلى توفير تمويل مستدام لجهود التنظيف والصيانة.
سيتم توجيه عائدات الصندوق نحو مشاريع متعددة، بما في ذلك بناء مرافق لجمع ومعالجة النفايات في معسكر القاعدة أو بالقرب منه، ونشر حراس لضمان التزام المتسلقين بإعادة نفاياتهم من المناطق المرتفعة. وستساهم هذه الإجراءات في تحسين إدارة النفايات في جميع أنحاء الجبل.
تعد هذه الخطة جزءًا من خطة عمل خماسية لتنظيف الجبال أعلنت عنها وزارة الثقافة والسياحة والطيران المدني مؤخرًا. تتضمن هذه المبادرة أيضًا دراسة جدوى لنقل معسكر قاعدة إيفرست، وذلك في ظل المخاوف البيئية المتزايدة. وتهدف الدراسة إلى تقييم الآثار البيئية المحتملة لنقل المعسكر واقتراح أفضل المواقع البديلة.
على الرغم من التخلي عن نظام الإيداع الحالي، يبدو أن الحكومة النيبالية ملتزمة بمعالجة مشكلة القمامة في جبل إيفرست. ومع زيادة عدد المتسلقين الذين يزورون الجبل كل عام، ستصبح معالجة هذه المشكلة أكثر صعوبة وتتطلب حلولًا مبتكرة ومستدامة. من المتوقع أن يتم تقديم تفاصيل إضافية حول خطة العمل الخمسية ورسوم التنظيف الجديدة في الأشهر القليلة المقبلة، مع التركيز على ضمان تنفيذ فعال ومراقبة مستمرة لجهود إدارة النفايات.
