تصاعدت المخاوف بشأن تصميم أبواب سيارات تسلا، خاصةً موديل 3، مع بدء تحقيق فيدرالي جديد في الولايات المتحدة. يأتي هذا التحقيق بعد تقارير عن حالات محاصرة الركاب داخل المركبات وعدم قدرتهم على فتح الأبواب في حالات الطوارئ، مما أثار تساؤلات حول سلامة التصميم.
بدأ الجدل الأخير بعد رسالة شكوى أرسلها أحد مالكي سيارات تسلا إلى الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA)، حيث وصف تجربته المرعبة بعد حادث تصادم. وادعى أنه اضطر إلى الزحف إلى المقعد الخلفي وركل نافذة السيارة بشكل متكرر للهروب، بعد أن فشلت الأبواب الإلكترونية في العمل.
تحقيق NHTSA في أبواب تسلا موديل 3
أعلنت NHTSA عن فتح تحقيق رسمي في موديل 3، بعد تلقي العديد من الشكاوى المماثلة. يركز التحقيق على آلية فتح الأبواب الإلكترونية، والتي تعتمد على بطارية 12 فولت. وفقًا لتقارير، حذر المهندسون في تسلا الرئيس التنفيذي إيلون ماسك من المخاطر المحتملة لهذه الآلية أثناء تطوير موديل 3.
مشكلة البطارية الاحتياطية
المشكلة الرئيسية تكمن في أن بطارية 12 فولت، وهي منفصلة عن البطارية الرئيسية للسيارة، قد تفشل في العمل في حالة وقوع حادث. في هذه الحالة، يعتمد الركاب على آلية فتح يدوية، والتي يجد الكثيرون صعوبة في تحديد موقعها أو استخدامها، خاصةً في حالات الذعر. تشير التقديرات إلى أن هذه المشكلة قد تكون مرتبطة بوفاة 15 شخصًا والعديد من الحوادث الأخرى.
تأتي هذه التطورات في وقت صعب على تسلا وإيلون ماسك. تواجه الشركة تحديات متزايدة في المبيعات بسبب الظروف الاقتصادية والمنافسة المتزايدة في سوق السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، واجه ماسك انتقادات بسبب قراراته التجارية وشخصيته المثيرة للجدل.
سابقة في صناعة السيارات
ليست تسلا أول شركة تصنيع سيارات تواجه مشكلات مماثلة مع الأبواب الإلكترونية. في عام 2015، توفي رجل وكلبه داخل سيارة شيفروليه كورفيت بعد فشل آلية فتح الباب الإلكتروني. ومع ذلك، فإن هذه الحوادث سلطت الضوء على أهمية وجود آليات فتح يدوية واضحة وسهلة الاستخدام في جميع المركبات.
أظهرت استطلاعات الرأي أن العديد من مالكي سيارات تسلا أعربوا عن قلقهم بشأن موثوقية الأبواب الإلكترونية. وقد أدى ذلك إلى انخفاض تقييمات تسلا في بعض الدراسات الاستهلاكية، حيث تم تصنيف المركبات بشكل أقل بسبب مشاكل قابلية الاستخدام.
تأثير التحقيق على مستقبل تسلا
من المتوقع أن يستمر تحقيق NHTSA لعدة أشهر، وقد يؤدي إلى استدعاء ملايين السيارات من طراز موديل 3. قامت تسلا بالفعل بإجراء بعض التغييرات على الطرازات الجديدة، واقترح أحد المصممين إعادة تصميم آلية الأبواب في السيارات المستقبلية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات ستكون كافية لمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة.
بالإضافة إلى التحقيق الفيدرالي، تواجه تسلا دعاوى قضائية من قبل ضحايا الحوادث وعائلاتهم. قد تؤدي هذه الدعاوى إلى تعويضات مالية كبيرة للضحايا وتزيد من الضغط على تسلا لإجراء تغييرات على تصميم أبوابها. السيارات الكهربائية (EV) أصبحت أكثر شيوعًا، وتزداد أهمية معايير السلامة.
من المرجح أن تستمر NHTSA في مراقبة أداء تسلا عن كثب في الأشهر المقبلة. من المتوقع أن تصدر الوكالة تقريرًا أوليًا عن نتائج التحقيق في الربع الأول من العام المقبل. سيعتمد مستقبل أبواب تسلا الإلكترونية على نتائج هذا التحقيق والقرارات التي ستتخذها الشركة بناءً عليها.
