بعد وفاة الممثل تشادويك بوسمان بشكل مأساوي، كان فيلم النمر الأسود: واكاندا للأبد بمثابة تكريم مؤثر لشخصيته وإرثه. ولكن، وفقًا للمخرج رايان كوجلر، كان هناك تصور أولي مختلف تمامًا لفيلم النمر الأسود 2، والذي كان سيركز على طقوس ملكية واكاندا بشكل أعمق، قبل أن تغير الظروف مسار الإنتاج.
كشف كوجلر، في حديث له مع بودكاست “سعيد حزين حائر” (Sad, Happy, Confused) مع جوش هورويتز، تفاصيل السيناريو الأصلي الذي كان يعمل عليه. الفيلم الجديد، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، يختلف بشكل كبير عن الرؤية الأولية التي كان كوجلر يطمح لتقديمها. هذا التغيير يعكس التحديات الإبداعية والظروف الصعبة التي واجهها فريق العمل بعد فقدان نجمهم الرئيسي.
السيناريو الأصلي لفيلم النمر الأسود 2: طقوس الثمانية
كان السيناريو الأولي لفيلم النمر الأسود 2 يحمل عنوان “طقوس الثمانية”. تدور القصة حول تقليد واكاندي قديم حيث يبلغ الأمير ثماني سنوات، فيخضع لطقوس تتطلب منه قضاء ثمانية أيام في الأدغال برفقة والده، الملك. خلال هذه الأيام، يجب على الأمير الاستماع والطاعة لأوامر والده دون قيد أو شرط، مع امتياز وحيد: الحق في طرح أي سؤال يخطر بباله، ويجب على الملك الإجابة عليه بصراحة.
مواجهة نامور في ظل الطقوس
وفقًا لكوجلر، كان من المقرر أن تتزامن هذه الطقوس مع هجوم شنّه نامور، حاكم مملكة تالوكان. كان نامور في هذا السيناريو شخصية أكثر خطورة وتعقيدًا. بسبب أهمية الطقوس، كان على الملك أن يحافظ على ابنه معه طوال الوقت، حتى أثناء المفاوضات والمعارك المحتدمة. كان هذا الشرط يضيف طبقة إضافية من التوتر والدراما إلى الأحداث.
كان هذا السيناريو يهدف إلى استكشاف العلاقة بين الأب والابن، وتأثير المسؤولية الملكية على حياة الأمير الشاب. كما كان من المتوقع أن يقدم نظرة أعمق على شخصية نامور ودوافعه. ومع ذلك، فإن وفاة تشادويك بوسمان أجبرت كوجلر وفريقه على إعادة التفكير في القصة بأكملها.
أرسل كوجلر النص المكتمل إلى بوسمان قبل وفاته، لكن الممثل كان يعاني من المرض في ذلك الوقت ولم يتمكن من قراءته. بعد وفاته، واجه فريق العمل قرارًا صعبًا: هل يواصلون الفيلم أم يتخلون عنه؟ في النهاية، قرروا المضي قدمًا، ولكن بطريقة مختلفة تمامًا، مع التركيز على كيفية تعامل واكاندا مع فقدان ملكها.
الفيلم الذي صدر، النمر الأسود: واكاندا للأبد، أصبح بمثابة رسالة مؤثرة عن الحزن والشفاء والوحدة. لقد أشاد النقاد والجمهور بالفيلم لتقديمه تكريمًا صادقًا لبوسمان، ولتوسيع عالم واكاندا بطرق جديدة ومثيرة. الفيلم استكشف أيضًا موضوعات مثل الاستعمار والعدالة الاجتماعية، مما جعله أكثر من مجرد فيلم حركة ومغامرة.
الآن، يركز كوجلر على فيلم النمر الأسود 3، والمقرر إصداره في عام 2028. من غير الواضح حتى الآن كيف ستتطور القصة، ولكن من المؤكد أن الفيلم سيستمر في استكشاف إرث تشادويك بوسمان وعالم واكاندا الغني والمعقد. الفيلم القصير “الخطاة” (Sinners) الذي أخرجه كوجلر مؤخرًا، يمثل خطوة مؤقتة قبل العودة إلى هذا المشروع الضخم.
من المرجح أن يراقب المعجبون عن كثب أي معلومات جديدة حول فيلم النمر الأسود 3، ويتساءلون عن الاتجاه الذي سيتخذه كوجلر في هذا الفصل الجديد من السلسلة. بالنظر إلى النجاح النقدي والتجاري لفيلم واكاندا للأبد، هناك توقعات عالية للفيلم القادم.
