من المتوقع أن يشهد سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية ارتفاعًا في الأسعار قريبًا، وذلك بسبب النقص العالمي في مكونات رئيسية مثل ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) وأقراص الحالة الصلبة (SSD). هذا النقص يؤثر على سلاسل التوريد ويجبر الشركات المصنعة على تعديل استراتيجيات التسعير الخاصة بها لمواكبة التكاليف المتزايدة. وتشير التقارير إلى أن هذا الارتفاع في الأسعار سيؤثر على المستهلكين في جميع أنحاء العالم.
تأثير نقص الذاكرة على أسعار أجهزة الكمبيوتر
أفادت شركة TrendForce، المتخصصة في أبحاث سوق التكنولوجيا، أن كلًا من Dell وLenovo قد أرسلتا إشعارات إلى عملائهما تحذر من زيادة وشيكة في الأسعار. ومن المقرر أن تبدأ Dell في رفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 15 و 20 بالمائة في منتصف ديسمبر الحالي، بينما تخطط Lenovo لتطبيق زيادات مماثلة في يناير القادم. هذا الارتفاع يعكس الضغط المتزايد على الشركات المصنعة بسبب ارتفاع تكاليف المكونات.
يعود السبب الرئيسي لهذا النقص إلى الطلب المتزايد من قبل شركات الذكاء الاصطناعي التي تستثمر بكثافة في بناء مراكز بيانات ضخمة. هذه الشركات تشتري كميات كبيرة من DRAM و SSD عالية السرعة، مما يقلل من المعروض المتاح في السوق الاستهلاكية ويدفع الأسعار إلى الارتفاع. على الرغم من أن شركات تصنيع المعالجات المركزية مثل Intel تحاول توزيع إنتاجها بين قطاعات الشركات والمستهلكين، إلا أن الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة للذاكرة والتخزين.
تعديلات في مواصفات الأجهزة
بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، تشير التوقعات إلى أن الشركات المصنعة قد تبدأ في تقليل مواصفات أجهزة الكمبيوتر لخفض التكاليف. تتوقع TrendForce أن أجهزة الكمبيوتر “المتطورة” في عام 2026 قد تأتي مزودة بـ 32 جيجابايت فقط من ذاكرة الوصول العشوائي وتيرابايت واحد من تخزين SSD، مقارنة بـ 64 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي و 2 تيرابايت من التخزين التي كانت شائعة في السابق. هذا التغيير قد يؤثر على أداء الأجهزة الموجهة للمستخدمين الذين يحتاجون إلى قوة معالجة عالية.
لم يتمكن فريق التحرير من الحصول على تعليق رسمي من Dell أو Lenovo حتى الآن. ومع ذلك، فقد أكدت CyberPower، وهي شركة أخرى لتصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، أنها سترفع الأسعار أيضًا بسبب ارتفاع تكاليف المكونات. من المرجح أن تحذو حذوها شركات أخرى في هذا المجال.
تتعمق المشكلة في سلسلة التوريد، حيث يواجه مصنعو DRAM صعوبة في تقديم أسعار فورية أو قصيرة الأجل. وبدلاً من ذلك، يطلبون من العملاء التوقيع على عقود طويلة الأجل، مما يثير قلق البائعين الآخرين بشأن قدرتهم على تأمين الإمدادات اللازمة. هذا الوضع يعكس حالة عدم اليقين التي تشهدها صناعة أجهزة الكمبيوتر.
الوضع الحالي يؤثر أيضًا على توافر الذاكرة، حيث يفضل المصنعون إعطاء الأولوية للعملاء الذين يوقعون على عقود طويلة الأجل. هذا يترك البائعين الأصغر حجمًا في وضع صعب، حيث قد لا يتمكنون من تلبية طلبات العملاء بسبب نقص الإمدادات. تعتبر أقراص الحالة الصلبة (SSD) مكونًا حيويًا في أداء الكمبيوتر، والنقص فيها يمثل تحديًا كبيرًا للمستهلكين والشركات على حد سواء.
من المتوقع أن يستمر هذا النقص في التأثير على سوق أجهزة الكمبيوتر في الأشهر المقبلة. يجب على المستهلكين والشركات الاستعداد لارتفاع الأسعار وتقليل المواصفات المحتملة. من المهم مراقبة تطورات سلسلة التوريد وأسعار المكونات الرئيسية لفهم أفضل للوضع واتخاذ قرارات مستنيرة.
في الختام، من المرجح أن يستمر النقص في DRAM و SSD في الضغط على أسعار أجهزة الكمبيوتر في عام 2026. سيكون من المهم مراقبة استجابة الشركات المصنعة، وتطورات سلسلة التوريد، وأي تغييرات في الطلب من قطاع الذكاء الاصطناعي لتقييم التأثير الكامل لهذا النقص على السوق. لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن المدة التي سيستمر فيها هذا النقص، وما إذا كانت ستظهر حلول بديلة لتخفيف الضغط على الأسعار.
