تشير الأبحاث التي أجريت هذا الأسبوع إلى أن الكثير من الضوء في الليل قد يكون سيئًا لأدمغتنا. وفي مجموعة من سكان المدن في الصين، وجد الباحثون صلة بين زيادة التعرض للضوء الاصطناعي في الهواء الطلق في الليل وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ومما لا يثير الدهشة أنهم وجدوا أيضًا أن التعرض أكثر لتلوث الهواء يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
على الرغم من أن الإضاءة الاصطناعية كانت مفيدة للحضارة الحديثة، إلا أنه يبدو أن لها بعض العيوب المحتملة على صحتنا. معظم هذا الضرر يعتقد أن يأتي من التأثير الذي يمكن أن يحدثه الكثير من الضوء الاصطناعي على ساعة الجسم الداخلية، أو إيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤدي غالبًا إلى اضطراب أنماط نومنا الطبيعية. وربطت الدراسات السابقة زيادة التعرض للضوء الاصطناعي، خاصة في الليل، بزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك السمنة والاكتئاب ومشاكل القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية.
لكن مؤلفي هذه الدراسة الأخيرة يقولون إنه لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث للنظر في العلاقة بين التعرض للضوء الاصطناعي وأمراض الأوعية الدموية الدماغية على وجه التحديد، وهي الحالات التي تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ، مع كون السكتة الدماغية هي النوع الأكثر شيوعًا.
ولدراسة هذا الارتباط بشكل أفضل، لجأ الفريق إلى البيانات الموجودة من دراسة سكانية سابقة لسكان مدينة نينغبو بالصين. وسمحت لهم هذه البيانات بتتبع النتائج الصحية لما يقرب من 30 ألف شخص لمدة تصل إلى ست سنوات. وقاموا بتحديد تعرض الأشخاص المنتظم للضوء الخارجي ليلاً وتلوث الهواء من خلال مقارنة عناوين منازلهم مع البيانات الأخرى المتاحة، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية للمنطقة.
وأصيب حوالي 1280 شخصا بأمراض الأوعية الدموية الدماغية خلال فترة الدراسة، بما في ذلك أكثر من 900 حالة من السكتة الدماغية. بشكل عام، وجد مؤلفو الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات التعرض للضوء الخارجي في الليل لديهم خطر متزايد بنسبة 43٪ للإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية مقارنة بالأشخاص الذين لديهم أقل تعرض. ووجدوا أيضًا أن التعرض لأنواع عديدة من تلوث الهواء، بما في ذلك الغبار والدخان، كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية. ووجد تحليل منفصل أدلة على أن تلوث الضوء والهواء يزيدان بشكل مستقل من خطر تعرض الناس لهذه الظروف، حتى عندما يؤخذ النوع الآخر من التلوث في الاعتبار.
النتائج التي توصل إليها الفريق، نشرت الاثنين في مجلة السكتة الدماغية، لا يمكن إلا أن تثبت وجود علاقة بين التلوث الضوئي في الهواء الطلق وخطر السكتة الدماغية، وليس إثبات العلاقة بين السبب والنتيجة بشكل مباشر. ولم تسمح لهم البيانات المتاحة بتتبع تعرض الأشخاص للإضاءة الداخلية في الليل، وهو عامل مساهم مهم آخر في التلوث الضوئي. لكن العلماء يقولون إن الناس يجب أن يفعلوا المزيد بالفعل لإبقاء ليالهم أقل امتلاءً بالأضواء، في ضوء النتائج التي توصلوا إليها.
وقال المؤلف وأخصائي الغدد الصماء جيان بينج وانج في دراسة: “تشير دراستنا إلى أن التعرض لمستويات أعلى من الضوء الاصطناعي الخارجي ليلاً قد يكون عامل خطر للإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية”. إفادة من جمعية القلب الأمريكية، ناشري الدراسة. “لذلك، ننصح الناس، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، بالتفكير في تقليل هذا التعرض لحماية أنفسهم من تأثيره الضار المحتمل.”