احتفلت شركة بيكسار مؤخرًا بالذكرى السنوية الثلاثين لإصدار فيلمها الرائد قصة لعبة، وهو الفيلم الذي أحدث ثورة في عالم الرسوم المتحركة. وقد كشف أرشيف ستيف جوبز عن مقابلة حصرية لم تُنشر من قبل، تعود إلى عام 1996، حيث تحدث المؤسس الراحل لشركة آبل عن الأيام الأولى لشركة بيكسار وأهمية التعاون بين التكنولوجيا والإبداع. هذه المقابلة تلقي الضوء على رؤية جوبز الاستراتيجية التي ساهمت في نجاح بيكسار.
أجريت المقابلة بعد عام واحد من إطلاق قصة لعبة، وتناولت دور جوبز في بناء بيئة عمل إيجابية ومحفزة داخل استوديو بيكسار. وأشار جوبز إلى أن بيكسار كانت تسعى إلى جذب أفضل المواهب من كل من هوليوود ووادي السيليكون، وخلق ثقافة عمل تشجع على المساواة والتعاون بين الموظفين. هذا النموذج الفريد ساهم في تميز بيكسار عن غيرها من استوديوهات الرسوم المتحركة.
الرؤية الاستراتيجية لستيف جوبز في بيكسار
ركز جوبز بشكل خاص على أهمية بناء فريق عمل متماسك وقادر على العمل كوحدة واحدة. وأكد على أن بيكسار يجب أن تكون مكانًا “لا يرغب أحد في مغادرته”، من خلال توفير فرص النمو والتطور المهني، بالإضافة إلى بيئة عمل مريحة ومحفزة. هذا النهج يهدف إلى الاحتفاظ بالمواهب المتميزة وضمان استمرار جودة الإنتاج.
التعاون مع ديزني
تحدث جوبز أيضًا عن العلاقة المثمرة بين بيكسار وشركة ديزني، والتي بدأت مع قصة لعبة. وأشار إلى أن بيكسار كانت أول استوديو رسوم متحركة غير تابع لديزني يحظى بهذا المستوى من التعاون معها. وقد استفادت بيكسار من موارد ديزني وخبراتها، وتبنت منهجية “تحرير الفيلم قبل إنتاجه” التي كانت ديزني تتبعها، مع تطويرها وتحسينها لتناسب احتياجاتها الخاصة.
بالإضافة إلى ذلك، أشاد جوبز بالتعاون مع ديزني، مشيرًا إلى أنه سمح لبيكسار بالوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق نجاح تجاري كبير. ومع ذلك، لم يخفِ جوبز أيضًا بعض التساؤلات حول مستقبل هذا التعاون، خاصة بعد انتهاء الاتفاقية الأولية التي تضمنت إنتاج ثلاثة أفلام. كانت هناك تكهنات حول إمكانية التعاون مع شركاء آخرين أو مواصلة العمل مع ديزني في مشاريع جديدة.
توقع نجاح قصة لعبة
من المثير للاهتمام أن جوبز كان قد توقع بشكل كبير نجاح قصة لعبة وطول فترة تأثيره. وكان يعتقد أن الفيلم سيظل ذا صلة بالجمهور لمدة 60 عامًا على الأقل، ويرجع ذلك إلى قصته القوية وشخصياته المحبوبة. وقد تحقق هذا التوقع بالفعل، حيث استمرت سلسلة قصة لعبة في تحقيق النجاح مع إصدار أجزاء جديدة، مثل قصة لعبة 3 قبل وفاته بوقت قصير.
وقد استغل جوبز نجاح قصة لعبة في الترويج لمنتجات شركة آبل، حيث قام بعرض إعلان للفيلم خلال حدث إطلاق نظام التشغيل iPhone OS 4. هذا يدل على مدى فخر جوبز ببيكسار واعتباره جزءًا لا يتجزأ من إرثه.
تعتبر هذه المقابلة بمثابة كنز دفين لعشاق بيكسار ومحبي ستيف جوبز على حد سواء. فهي تقدم رؤى قيمة حول الأفكار التي كانت تدور في ذهن جوبز خلال فترة حاسمة في تاريخ الشركة، وكيف ساهمت هذه الأفكار في تحويل بيكسار إلى واحدة من أبرز استوديوهات الرسوم المتحركة في العالم. كما أنها تسلط الضوء على أهمية التعاون بين التكنولوجيا والإبداع في تحقيق النجاح.
في الوقت الحالي، تستعد شركة ديزني وإستوديوهات بيكسار لإطلاق الجزء الخامس من سلسلة قصة لعبة في 19 يونيو 2026. ومن المتوقع أن يحقق هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا، وأن يواصل إرث السلسلة في تقديم قصص مؤثرة ومسلية للجمهور من جميع الأعمار. يبقى أن نرى ما إذا كانت بيكسار ستواصل التعاون مع ديزني في مشاريع مستقبلية، أو ستختار استكشاف فرص جديدة مع شركاء آخرين. هذا ما يجب مراقبته في الأشهر والسنوات القادمة.
الرسوم المتحركة، وتكنولوجيا الأفلام، وشركة بيكسار، وستيف جوبز، وديزني، كلها عوامل تساهم في استمرار نجاح هذه الصناعة الإبداعية.
