يتوقع خبراء الصناعة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية في عام 2026، مدفوعًا بنقص عالمي في رقائق الذاكرة. وتشير التقديرات إلى أن متوسط سعر أجهزة الكمبيوتر قد يرتفع بنسبة تصل إلى 8%، مما يؤثر على المستهلكين والشركات على حد سواء. هذا الارتفاع المتوقع في أسعار أجهزة الكمبيوتر يأتي في وقت حرج بالنسبة للسوق.
وتشير شركة الأبحاث IDC إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو الزيادة الكبيرة في الطلب على ذاكرة HBM (High Bandwidth Memory) المستخدمة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. هذا الطلب المتزايد يعطي الأولوية لإنتاج هذه الذاكرة المتخصصة على حساب ذاكرة المستهلك التقليدية، مما يؤدي إلى تقليل المعروض وارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع IDC انكماشًا محتملاً في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية بنسبة تتراوح بين 2.4 و 8.9% في عام 2026 نتيجة لهذا النقص.
تأثير نقص الذاكرة على سوق أجهزة الكمبيوتر
يأتي هذا النقص في وقت يشهد فيه سوق التكنولوجيا تطورات كبيرة، بما في ذلك نهاية دعم نظام التشغيل Microsoft Windows 10 والاهتمام المتزايد بأجهزة الكمبيوتر المدعومة بالذكاء الاصطناعي. هذا التوقيت يخلق تحديات إضافية لصناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وتشير التقارير إلى أن الشركات المصنعة الكبرى مثل Lenovo وDell وHP وAcer وASUS قد بدأت بالفعل في تحذير العملاء من الزيادات المتوقعة في الأسعار.
توقعات الشركات المصنعة
تتوقع الشركات المصنعة زيادات في الأسعار تتراوح بين 15% و 20% في النصف الثاني من عام 2026. وتدرس هذه الشركات أيضًا إعادة التفاوض على العقود مع الموردين لتخفيف تأثير ارتفاع التكاليف. هذه الزيادات ستؤثر بشكل خاص على الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستهلكين الأفراد.
ومع ذلك، قد يستفيد مصنعو المعدات الأصلية الكبار من هذا الوضع من خلال زيادة حصتهم في السوق. ويمكنهم تحقيق ذلك من خلال تقديم أنظمة مجمعة مسبقًا (pre-built systems) كبديل أكثر قيمة لأنظمة DIY (Do It Yourself) التي يصنعها المستخدمون بأنفسهم، والتي من المتوقع أن تتأثر بشكل كبير بالنقص.
نصائح للمستهلكين
ينصح الخبراء، مثل كاميرون كراندال من شركة كينغستون، المستهلكين الذين يخططون لترقية أنظمتهم بالقيام بذلك في أقرب وقت ممكن. ويشير كراندال إلى أن الأسعار من المرجح أن تستمر في الارتفاع، مما يجعل الشراء الفوري خيارًا أكثر اقتصادا. “أفضل ما يمكنك فعله هو القيام بذلك الآن وعدم الانتظار، لأن الأسعار ستستمر في الارتفاع”، كما صرح كراندال في مقابلة مع شبكة PCWorld’s Full Nerd Network على يوتيوب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المفيد البحث عن بدائل لرقائق الذاكرة الأكثر طلبًا، أو النظر في خيارات التخزين الأخرى مثل محركات الأقراص الصلبة (SSDs) لتقليل الاعتماد على ذاكرة الوصول العشوائي (RAM). سعر الذاكرة هو المحرك الرئيسي لهذه التغييرات.
الآثار طويلة المدى وتوقعات المستقبل
من المتوقع أن يستمر هذا النقص في رقائق الذاكرة لبعض الوقت، مما يؤثر على سلسلة التوريد بأكملها. وتشير التقديرات إلى أن الوضع قد لا يتحسن بشكل كبير قبل أواخر عام 2026 أو أوائل عام 2027. تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تزيد من الضغط على المعروض.
في الوقت الحالي، يراقب خبراء الصناعة عن كثب تطورات إنتاج رقائق الذاكرة والاستثمارات الجديدة في هذا المجال. كما أنهم يتابعون عن كثب استجابة الشركات المصنعة لارتفاع الأسعار وتأثير ذلك على سلوك المستهلك. من المهم أيضًا مراقبة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الطلب على ذاكرة HBM.
في الختام، من المتوقع أن يشهد سوق أجهزة الكمبيوتر فترة من التقلبات والارتفاع في الأسعار في الأشهر المقبلة. سيكون من الضروري على المستهلكين والشركات التخطيط بعناية واتخاذ قرارات مستنيرة لتقليل تأثير هذا النقص. ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مدى تأثير هذا النقص على المدى الطويل.
