توسع مايكروسوفت تركيزها الداخلي على تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي التي تتطلب قوة حاسوبية وموارد مالية قليلة، وتستثمر الشركة في تطوير نماذج تتمتع بكفاءة وفعالية من ناحية التكلفة، وذلك وفقًا لتقرير جديد من The Information.
وتتضمن هذه المبادرة تشكيل الفريق الجديد المسمى GenAI لبناء ما تسميه الشركة النماذج اللغوية الصغيرة، ويركز الفريق على إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تحادثية ذات متطلبات حسابية قليلة مقارنةً بالتكنولوجيا الحالية.
وتهدف النماذج اللغوية الصغيرة إلى توفير الإمكانات التحادثية المشابهة للنماذج اللغوية الكبيرة، مثل GPT، باحتياجات عتادية منخفضة.
ومن شأن هذا الأمر أن يسمح لمنتجات وخدمات مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي بتقليل التكاليف والبصمة الكربونية مقارنةً بالبدائل المطورة خارجيًا.
ومن المتوقع أن يقود ميشا بيلينكو، نائب رئيس شركة مايكروسوفت، الفريق المؤلف من باحثين منقولين من مجموعة أبحاث مايكروسوفت، ومن المحتمل إدماجه في وحدة Azure السحابية.
وتشير هذه الخطوة إلى هدف مايكروسوفت لجعل حلول الذكاء الاصطناعي هذه متاحة بسهولة عبر منصتها السحابية.
واعتمدت مايكروسوفت في السابق بصورة كبيرة على OpenAI في تطوراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك باستخدام تقنيات، مثل النموذج اللغوي الكبير GPT-4 في Bing Chat ومولد الصور Dall-E 3 في Bing Image Creator.
ويهدف فريق GenAI إلى إنشاء ذكاء اصطناعي يطابق أو يتجاوز وظائف النماذج التي توفرها شركات، مثل OpenAI، مع جعله خاصًا للأحجام الصغيرة.
ويشير تشكيل فريق الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI إلى تحول محتمل نحو قدر كبير من الاستقلالية في تطوير الذكاء الاصطناعي.
ويتجلى التزام مايكروسوفت الكبير بتكامل الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق Copilot Pro، وهو اشتراك شهري بقيمة قدرها 20 دولارًا يتيح الوصول إلى مزايا أوفيس المدعومة بالذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة المتقدمة، مثل GPT-4 Turbo من OpenAI.
ويلبي Copilot for Microsoft 365 احتياجات عملاء المؤسسات، ويساعد الشركات في تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي.
وأصدرت مايكروسوفت تطبيقات Copilot للهواتف المحمولة لنظامي التشغيل أندرويد و iOS للوصول إلى جمهور واسع.
ويؤدي هذا إلى توسيع العرض الحالي للنسخة المجانية الأساسية من روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي Copilot واشتراك Copilot Pro المدفوع، مما يوفر للمستخدمين خيارات متنوعة بناءً على احتياجاتهم وميزانيتهم.
ويأتي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي المطوّر خارجيًا مع زيادة في التكلفة ونقص في السيطرة على التكنولوجيا نفسها.
ويؤدي سعي مايكروسوفت إلى تطوير تكنولوجيا ذكاء اصطناعي صغيرة الحجم وبأسعار معقولة إلى فتح آفاق جديدة للشركة لتقديم حلولها الخاصة، مما يقلل من الاعتماد على الشركات الخارجية.