بعد أكثر من 10 سنوات من الخدمة في تتبع الأجرام السماوية القريبة والبعيدة، أرسل قمر NEOWISE التابع لوكالة ناسا صورته النهائية إلى الأرض قبل أن يتوجه بهدوء إلى تلك الليلة الجميلة.
تم إرسال الصورة بالأشعة تحت الحمراء المرصعة بالنجوم لكوكبة فورناكس في الأول من أغسطس، وهي آخر صورة من بين 26,886,704 صورة التقطها نيووايز خلال أكثر من 10 سنوات من الخدمة. في يوم الخميس، أرسلت وكالة الفضاء أمرًا نهائيًا إلى التلسكوب، تطلب منه إغلاق جهاز الإرسال الخاص به.
تم إطلاق NEOWISE في عام 2009، وكانت مهمته مسح إشارات الأشعة تحت الحمراء في السماء. وكان قادرًا على رؤية المجرات البعيدة والنجوم والأقزام البيضاء بحساسية أكبر من الأجهزة السابقة. ولكن للأسف، في غضون بضعة أشهر، نفد سائل التبريد من القمر الصناعي، وهو أمر ضروري للحفاظ على حرارته الداخلية من التداخل مع أجهزته. وعلى الرغم من هذه النكسة، تم تكليف التلسكوب بعد ذلك بمسح أحزمة الكويكبات في نظامنا الشمسي.
وضعت وكالة ناسا المركبة الفضائية نيو وايز في حالة سبات في فبراير 2011، ولكن المركبة الفضائية أعيد تنشيطها في عام 2013 وتم تكليفها بمهمة جديدة: رسم خرائط لـ 44000 جسم داخل نظامنا الشمسي. وقد اكتشفت 215 جسمًا قريبًا من الأرض و25 مذنبًا جديدًا. وعلى طول الطريق، لعبت دورًا لا يتجزأ في جهود وكالة ناسا الناشئة للكشف عن الأجسام التي قد تكون في مسار تصادم مع الأرض.
“كانت مهمة نيووايز قصة نجاح غير عادية لأنها ساعدتنا على فهم مكاننا في الكون بشكل أفضل من خلال تتبع الكويكبات والمذنبات التي قد تشكل خطراً علينا على الأرض”، وفقاً لبيان وكالة ناسا.
أعلنت وكالة ناسا عن التقاعد الوشيك للتلسكوب في ديسمبر. أدى ارتفاع النشاط الشمسي إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض وتوسعه، مما أدى إلى زيادة مقاومة الغلاف الجوي. وهذا يعني انخفاض ارتفاع نيو وايز. تم اتخاذ قرار إنهاء المهمة لأن نيو وايز يقترب من نقطة حيث سيكون مداره منخفضًا جدًا لإرسال بيانات قابلة للاستخدام. سيحترق القمر الصناعي قريبًا في الغلاف الجوي للأرض.
لن تظل وكالة ناسا بلا أعين في الفضاء تبحث عن الأجسام الخطرة المحتملة لفترة طويلة. ومن المقرر إطلاق جهاز مسح الأجسام القريبة من الأرض (NEO Surveyor) في سبتمبر 2027.