عاد قمر صناعي صيني إلى الأرض بعد أن أمضى أسبوعين في مداره لإجراء تجارب على الطفرات النباتية، فيما تتطلع البلاد إلى الفضاء لتعزيز محاصيلها الزراعية.
هبط شيجيان-19، أول قمر صناعي صيني قابل لإعادة الاستخدام، في موقع هبوط دونغفنغ بالقرب من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في صحراء جوبي في الساعة 10:39 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الخميس (10:39 صباحًا بتوقيت بكين يوم الجمعة)، وفقًا لإدارة الفضاء الوطنية الصينية. (CNSA). حمل القمر الصناعي حمولات قابلة للإرجاع، بما في ذلك البذور من مواقع مختلفة، لاختبار تكاثر النباتات والكائنات الحية الدقيقة في الفضاء. تم استرداد جميع الحمولات بمجرد هبوط المركبة الفضائية.
وكتبت إدارة الفضاء الوطنية الصينية في بيان: “قامت هذه المهمة بتربية الفضاء والتحقق من التكنولوجيا الجديدة وتجارب علوم الفضاء، وركزت على تعزيز تطوير وتطبيق تكنولوجيات الفضاء الجديدة”. “وفي الوقت نفسه، حملت عددًا من حمولات التعاون الدولي وأصبحت منصة جيدة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء، وهو أمر له أهمية كبيرة لتعزيز استكشاف الفضاء واستخدام الفضاء.”
أطلقت الصين شيجيان-19 على متن صاروخ 2D في 27 سبتمبر لاختبار تكنولوجيا المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام، بالإضافة إلى تأثير الإشعاع في الفضاء على المحاصيل. لقد أجبرت القيود المفروضة على إمدادات المياه والأراضي الصين على البحث في أماكن أخرى سعياً لتحقيق الأمن الغذائي، وربما يكون الفضاء هو الحل. إن تعريض البذور للبيئة في مدار أرضي منخفض يمكن أن يساعد في تسريع الطفرة الجينية للنباتات، الأمر الذي من شأنه أن يجعل المحاصيل أكثر مرونة ويزيد من إنتاجيتها.
أصبحت فكرة زراعة الأشياء في الفضاء شائعة بشكل متزايد حيث توفر الصناعة وصولاً أفضل إلى المدار. في وقت سابق من هذا العام، استعادت شركة Varda Space الأمريكية الناشئة كبسولتها، التي أمضت ثمانية أشهر في المدار لزراعة بلورات من عقار ريتونافير، الذي يستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، لاختبار كيفية تبلوره في الجاذبية الصغرى. تم وضع كبسولة فاردا داخل مركبة فضائية Rocket Lab في المدار، والتي أسقطت الكبسولة المليئة بالمخدرات على الأرض.
ومن ناحية أخرى، فإن القمر الصناعي الصيني شيجيان-19 مصمم ليكون قابلاً للاسترجاع وإعادة الاستخدام، مما يعني أنه يمكن إطلاقه مرة أخرى للقيام بمهمة أخرى في الفضاء. في مهمتها الأخيرة، استخدمت CNSA نسخة قصيرة المدى مصممة لقضاء أسبوعين في المدار، لكن وكالة الفضاء تعمل على تطوير قمر صناعي قابل لإعادة الاستخدام بتكوين طويل المدى يمكنه البقاء لفترة أطول في المدار. وسيتضمن التصميم طويل المدى مصفوفات شمسية على وحدات الدفع والطاقة، وقادرة على حمل ما بين 1110 إلى 1320 رطلاً (500 إلى 600 كيلوغرام)، وفقًا لموقع SpaceNews.
يعد القمر الصناعي الصيني جزءًا من الطموح الفضائي المتنامي للبلاد، حيث تخطط لبناء موطن على القمر وتوجيه نفسها نحو مهام الفضاء السحيق، بالإضافة إلى زيادة وجودها في مدار أرضي منخفض.