انقسم عشاق مسلسل The Last of Us الموسم الثاني على نحو واضح بعد عرض الحلقة الثانية، حيث شهدت الأحداث حسم مصير “جويل” بوحشية مروعة انتقلت من شاشة الألعاب إلى التلفزيون.
(تنبيه بوجود حرق لأحداث الحلقة الثاني من المسلسل في الفقرات التالية)
منذ لحظة وصول “آبي” في المسلسل إلى ملعب الجولف المهجور كان الجميع يترقب حدوث ذلك المشهد العنيف، لكن بدلاً من الضربة الأخيرة بالعصا، اختصرت الحلقة الطريق حين غرست آبي طرف عصا الجولف المكسورة في عنق جويل لتؤكد موته على نحو لا رجعة فيه.
هذا التغيير عن نسخة اللعبة أثار جدل واسع بين الجمهور، فبينما يمد المشهد التلفزيوني تفاصيل لحظة الانقضاض وإدامة المشهد يراه بعض المتابعين بأنه تبسيط لقصة آبي التي كشفت عن دوافعها في رثائها لوالدها الطبيب مباشرة بجملة واحدة بشكل سريع، بدلًا من استحضار هذه التفاصيل بشكل تدريجي عبر استرجاع ذكريات الطفولة كما حدث في اللعبة.
في المقابل، رأت مجموعة أخرى من الجمهور أن هذه الإضافة تعزز من الإيقاع الدرامي للعرض، وتجد تجنب إطالة المشهد وتسريعه يأتي لجذب تعاطف الجمهور مع شخصية آبي والتقليل من حقد الجمهور الذي يتوقع أنه لن يتردد في مهاجمة الممثلة ديڤر على مواقع التواصل.
أيضا كانت هناك مجموعة قليلة كانت تتمنى أن تتغير احداث المسلسل عن أحداث اللعبة بمفاجأة إبقاء جويل حي، لكن خابت امالهم بشكل كبير.
كذلك أشاد بعضهم بقرارات الإخراج التي دعمت عمق المشهد التلفزيوني معتبرين أن المشهد ظل يطغى عليه الألم طويلًا حتى بعد لحظة الموت، على خلاف اللعبة التي تنتقل سريعًا إلى تفاعلات إيلي.
هذا الجدل لم يقتصر على طريقة القتل وعرض دوافع آبي، بل شمل أيضًا النهاية. ففي اللعبة تزحف إيلي إلى جانب جسد جويل وسط الأنقاض، بينما في مسلسل The Last of Us الموسم الثاني تفقد إيلي وعيها للحظات قبل أن تستيقظ على وقع الصدمة وتزحف بألم الى جثة جويل.
ومع تباين الآراء بين من يعتبرون أن العرض توج لحظة صادمة بواقعية قصوى، وبين من تؤلمهم مقارنة اللعبة بالمسلسل، يبدو أن انقسام الجمهور سيتواصل طوال حلقات الانتقام القادمة، إذ تقع على كاهل صانعي العمل مهمة الحفاظ على توازن مشاعرنا بين الحنين لأحداث اللعبة ومدى دقة إعادة انتاجها لتتناسب مع جمهور الشاشة الصغيرة.