يبدو أن لعبة سلسلة Grand Theft Auto التالية GTA 6 لن تنجح نجاحًا باهرًا فحسب، بل ستتخطى جميع التوقعات، وذلك نظرًا للإقبال المذهل على مجرد فيديو دعائي تشويقي قدمته Rockstar Games للعبة في نهاية عام 2023.
بالإضافة الى القاعدة الجماهيرية الهائلة للسلسلة، ناهيك عن القدرات والرسوم التي شاهدها الجميع في العرض الأول والتي ابهرت المتخصصين في المجال مثل Digital Foundry، ومل ذلك قد يعني أن لعبة GTA 6 يمكن ان تسحق جميع الإصدارات السابقة من السلسلة على جميع المستويات عندما ستصدر في عام 2025.
مع العِلم بأن شركة Take-Two Interactive، الشركة الأم لـ Rockstar Games، كشفت في وقت سابق هذا العام أن لعبة Grand Theft Auto V باعت أكثر من 190 مليون نسخة حتى شهر سبتمبر من السنة الماضية 2023، وبذلك تصل مبيعات السلسلة بأكملها إلى 410 ملايين لعبة مباعة وصافي إيرادات يقدر بنحو 781 مليون دولار، تتضمن هذه الأرقام مبيعات اللعبة على أجهزة كونسول متعددة عبر عدة أجيالٍ مختلفة، بما في ذلك الإصدارات المحسنة وعمليات الشراء داخل الألعاب.
التوقعات عالية بالنسبة لـ GTA 6، ليس فقط من ناحية الرسومات والمرئيات بل من ناحية أسلوب اللعب كذلك، بالإضافة إلى إمكانياتها التجارية، ويتوقع دميتري ويليامز، خبير أعمال الألعاب والأستاذ في كلية USC Annenberg للاتصالات في كاليفورنيا، أن يكون أداء الجزء السادس أفضل حتى من أداء الجزء الخامس الذي كان تحفةً فنيةً بحق.
سنتكلم في مقال اليوم عن أبرز أوجه القوة التي ستتمكن GTA 6 من الاستفادة منها، وأن تحطم الأرقام القياسية للإيرادات من خلالها.
تضخم شريحة اللاعبين للسلسلة يعني أن لدى روكستار المزيد منهم لتجذبهم هذه المرة
ترتفع قيم صناعة ألعاب الفيديو حول العالم بشكلٍ مذهل، حيث يتوقع الخبراء أن تصل الإيرادات إلى 250 مليار دولار في الربع الأول من عام 2024، وتلعب شعبية الرياضات الإلكترونية والألعاب المجانية التي تحقق إيرادات هائلة من خلال عمليات الشراء داخل اللعبة وشراكات الترخيص دورًا كبيرًا في البصمة المالية المذهلة المتصاعدة.
كما استفادت صناعات السينما والتلفزيون أيضًا من جماهيرية الألعاب، حيث اجتذبت سلسلة The Last of Us (المبنية على لعبة Sony لعام 2013) على قناة HBO أكثر من 4.7 مليون مشاهد في العرض الأول وحده؛ بينما حقق فيلم Super Mario Brothers إجمالي 1.36 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى حصوله على ثلاثة ترشيحات لجائزة جولدن جلوب – مما عزز أرباح نينتندو إلى أكثر من مليار دولار لعام 2023.
يقول ويليامز إن هذا النمو الشامل للصناعة العالمية سيعزز من توقعات وإمكانات إيرادات GTA 6 بمجرد صدورها في السوق، حيث ذكر: “العلامة التجارية لسلسلة جي تي اي أصبحت أقوى مما كانت عليه من قبل، كما أن صناعة الألعاب أصبحت أكبر كذلك، وإذا حافظت على نفس الشريحة من الكعكة فستكون حصتها كبيرة للغاية في عام 2025، لأنها ستأتي من كعكة أكبر”.
صناعة الألعاب هي ببساطة صناعة معقدة وضخمة على مستوى العالم، وهي ليست محصورةً بنوعٍ أو منصة واحدة، فهي شاملة ومتنوعة جدًا لدرجة أن أجزاء منها أصبحت أقوى وسائل الترفيه الموازية مثل الأفلام حسب قوله.
زيادة تكلفة التطوير هي زيادة في الاستثمار وقد تجني الشركة أضعاف التكلفة من الإيرادات
يحدد الخبراء لعبة Grand Theft Auto III التي صدرت عام 2001 كنقطة تحول لشعبية السلسلة التي نهضت منذ ذلك الحين، حيث ترافقت مع نمو تطوير ألعاب الفيديو السريع منذ أواخر التسعينيات وحتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ تم عرض هذه التحسينات والقدرات في أسلوب لعبها المبتكر، وكانت أسطورةً حقيقية في وقتها، شجعت شركة Rockstar Games على المتابعة بأجزاءٍ جديدة، على رغم التكلفة الباهظة في عملية تطويرها الفريدة.
كان مفهوم قضاء ساعات في التجول واستكشاف العالم والمدن داخل الألعاب شيئًا غير معروف في عالم صناعة الألعاب، خصوصًا عند المقارنة مع ما قدمته GTA 3 آنذاك، حيث سمحت للاعبين بالابتعاد عن القصة أو المسار الخطي المألوف والتجول حول المدينة بحرية، وقد أصبح هذا الأسلوب القاعدة التي تسير عليها أكبر شركات تطوير الألعاب اليوم، إذ تم إنشاء جميع الألعاب الكبرى في عالم مفتوح يسمح لك بالتجول الحر تقريبًا.
لقد كان إنشاء هذا النوع الرائد من الألعاب أمرًا مكلفًا لشركة Rockstar Games، إذ كانت GTA 5 واحدة من أغلى الألعاب التي تم إنتاجها على الإطلاق، بميزانية قدرها 265 مليون دولار، لكن من جهةٍ أخرى أصبحت الإيرادات تستحق كل ذلك العناء، وهو ما يمثل 8 مليارات دولار تم جنيها منذ ذلك الحين.
نظرًا لتكلفة إنشاء Grand Theft Auto V، يراهن محللو صناعة الألعاب على أن Rockstar Games ستتوسع هذه المرة حتى أكثر من ذلك، ويتكهن البعض بأن التكلفة الإجمالية للتطوير والتسويق لـ GTA 6 يمكن أن تكون في حدود 2 مليار دولار، وإذا كان هذا صحيحًا فستكون أعلى لعبة فيديو من ناحية التكلفة في تاريخ الصناعة على الإطلاق.
ولكن يمكن أن تكون تكلفة التطوير الباهظة هذه أيضًا استثمارًا ذكيًا، حيث يتوقع خبراء الصناعة أن تحصد GTA 6 مليار دولار في أول 24 ساعة لها بعد إطلاقها على الأقل!.
هل ستكون GTA 6 سببًا رئيسيًا في انتقال اللاعبين إلى الجيل الجديد؟
تمكنت Grand Theft Auto V في عام 2013 من الانتشار بين أجيال أجهزة الكونسول، حيث أصدرت نسخًا لأجهزة PlayStation 3 و PlayStation 4 وXbox 360 وXbox One ناهيك عن الإصدارات الأحدث لجهاز PlayStation 5 و Xbox Series X/S، مما ساعدها على الوصول لجمهور كبير، بينما لن تكون Grand Theft Auto VI متاحةً إلا لأجهزة PlayStation 5 و Xbox Series S في المرحلة الأولى وهذا سيلعب دورًا كبيرًا في أعداد مبيعاتها وانتشارها.
لقد كان الانتقال إلى أجهزة الجيل التالي الحالية أبطأ مما كان عليه في النقلة التي سبقتها بين PS3 و PS4، إذ عانت شركة Sony على وجه الخصوص من نقص هائل في المخزون وتأخير الشحن بسبب تفاقم الوباء الذي تزامن مع إطلاق الجهاز تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك لم تكن الأجهزة بمثابة قفزةٍ نوعية من ناحية الأداء والتجهيزات التي قد تدفع الأشخاص إلى ترقية أجهزتهم.
لكن على الرغم من هذه العوامل، يبدو أن العلامات الإيجابية في صالح Rockstar Games حاليًا، حيث شهدت شركة Sony، “على سبيل المثال” ارتفاعًا كبيرًا في مبيعات جهاز PS5 مؤخرًا، وذلك لم يكن بسبب حل المشكلات اللوجستية فحسب، إذ أنَّ النجاح الأخير الذي حققته حصرية بلايستيشن 5 الغنية عن التعريف Spider-Man 2 دفع اللاعبين أيضًا إلى الترقية إلى الجيل الجديد، وقد تكون هذه إشارة إلى أن Grand Theft Auto VI ستدفع اللاعبين الذين كانوا مترددين في شراء أجهزة الجيل التالي إلى اتخاذ هذه الخطوة أخيرًا.
في الختام.. يبدو أن الجمع بين القاعدة الجماهيرية الواسعة للسلسلة والسمعة الإيجابية الهائلة لها، بالإضافة إلى عقد كامل من الترقب الذي تم بناءه للجزء التالي على وشك جعل الجزء السادس شيئًا قد يغير صناعة ألعاب الفيديو بأكملها ويكون نقطة محورية لبداية جديدة وإمكانيات لم تُرى من قَبل.
شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم، هل قابلتم شخصًا من قَبل لا يحب ألعاب GTA أو لم يسمع بها؟ هل تعتقدون أن على Rockstar أن تستثمر أكثر في أسلوب الدعاية للعبة القادمة؟