مع العرض التشويقي الأخير للعبة Resident Evil Requiem الممزوج مع لمحة قصيرة جدًا لأسلوب اللعب، اشتعلت النقاشات داخل مجتمع اللاعبين حول طبيعة هذا الجزء الجديد. فهل نحن أمام مجرد فصل إضافي في السلسلة، أم أن كابكوم تمهد لانتقال كبير في السرد والزمن والشخصيات؟
من خلال قراءة دقيقة للعرض لعدة مرات “إن لم تكن عشرات المرات” والإطلاع على كل تفصيلة، وربطه بالتسريبات والتقارير، يمكن صياغة نظرية مقنعة بأن هذا الجزء التاسع Requiem ليس مجرد جزء جديد، بل هو وداع لعصر وبداية لحقبة جديدة كليًا من هذه السلسلة العريقة.
ربط الماضي بالحاضر بعودة أليسا آش كرافت
أحد أكبر المفاجآت كان ظهور الصحفية العريقة Alyssa Ashcroft، وهي شخصية ظهرت لأول مرة في Resident Evil Outbreak عام 2003، وووجودها هنا ليس تفصيلًا عابرًا، بل قد يكون حجر الأساس لسردية هذا الجزء.
العرض يضع الأحداث الافتتاحية في فندق Wrenwood عام 2018، وهذا بالطبع يتوافق مع طبيعة أليسا الصحفية التي دائمًا تبحث عن الأسرار، وربما كانت وفاتها المعلنة مرتبطة بتحقيق خطير للغاية سنحاول التطرق إليه.
وهنا يظهر جليًا أن كابكوم تريد دمج الماضي وجذور هامة من السلسلة وتسليط الضوء على الحلقات المفقودة في القصة الرئيسية، وإعادة شخصية من الأجزاء الفرعية الى الواجهة، وهو ما يؤكد أن كابكوم تنوي إعادة توحيد خيوط السلسلة وربط الأجزاء الجانبية بالقصة الأساسية، بطريقة أو بأخرى، وخاصةً أنها قد تخشى الابتعاد عن الهوية التي عهدناها.
قد تكون Requiem اللحظة التي تكشف فيها قصة أليسا عن أسرارها الأخيرة، حيث تظهر الحقائق التي طاردتها لسنوات واحدةً تلو الأخرى، وهنا نستوقف اللقطة التي قالت فيها لإبنتها Grace Ashcroft “سأشرح لك شيء في احدى الأيام”، لكن كابكوم حافظت بشدة على الغموض، ولم تدع لنا مجالًا إلا للتكهن والبحث عن أي نظرية أقرب للمنطقية.
العدو الجديد في Resident Evil Requiem
الشخصية المقنعة التي ظهرت في العرض الأخير للعبة Resident Evil Requiem، والتي يغطي وجهها ويظهر جزء صغير بشع من أسفل وجهه، يمثل على الأرجح تهديدًا جديدًا كما اعتدنا، فمن المرجح أن هذه الشخصية ليست مجرد وحش، بل هي قائد أو كيان رئيسي مرتبط بأسرار قديمة من شركة Umbrella.
ومن الطبيعي أن نعتبر تشوه وجهه يوحي بأنه نتيجة تجربة بيولوجية أو مشروع سري لم يُكشف عنه بعد، وقد يجعله تجسيدًا للخطر التكنولوجي الجديد الذي سيواجهنا في هذا الجزء، وخاصة مع زمن متقدم قد يكون الذكاء الاصطناعي فيه يسيطر على أشياء كثيرة، أو له دور رئيسي.
على الرغم من أن المسربين يشيرون إلى أنها شخصية جديدة، إلا أن هناك شبهًا ملحوظًا في المظهر بينها وبين “نيكولاي زينوفييف”، وهي شخصية قديمة من السلسلة، وهذا التشابه قد يكون مقصودًا من قبل المطورين لإثارة فضول المعجبين وربط اللعبة بأحداث الماضي.
الأقرب للواقع هو أن هذه الشخصية تمثل الرابط المفقود بين فيروسات الماضي والتهديدات الحديثة القادمة، وتُعتبر محور القصة الذي يربط بين عودة أليسا آش كرافت ومصير ليون كينيدي.
الجسر الزمني من 1998 إلى 2028
أحد المؤشرات الأكثر إثارة هو أن الأحداث الرئيسية تقع في عام 2028، أي أنها تأتي بعد 30 عامًا من الرعب، وهذا التوقيت ليس اعتباطيًا، فهو يأتي بعد ثلاثة عقود من كارثة مدينة راكون (1998).
من المحتمل أن تكون التهديدات الجديدة مرتبطة بمشروع قديم من Umbrella لم يُكشف عنه سابقًا، أو بفيروس ما قبل الـ T، وهكذا تصبح اللعبة جسرًا زمنيًا يربط بين الماضي الكلاسيكي والحقبة الحديثة (بعد Resident Evil 7 و Village).
تحول أليسا آش كرافت “Alyssa Ashcroft”
قد يعتقد البعض أنني “أبالغ” أو أترك العنان لخيالي، لكن دعونا نتوقف قليلًا أمام هذه الفرضية. صحيح أن النظريات الأكثر شيوعًا تشير إلى وفاة أليسا آش كرافت، إلا أن هناك تفصيلة صغيرة في الدقيقة 3:27 من العرض لا يمكن تجاهلها، فحين صرخت ابنتها وظننا أن أليسا تعرضت للطعن والموت، تشعر بأن كابكوم قد تعمدت كابكوم إخفاء المشهد الحقيقي بشكل مثير للريبة، وكأنها تترك لنا لغزًا مقصودًا.
من هنا، قد لا تكون كلمة “Requiem” (الوداع) في العنوان إشارة إلى موت جسدي، بل ربما إلى نهاية شخصية كما عرفناها. ماذا لو أن أليسا لم تُقتل فعلًا، بل خضعت لتحول غامض، وقد يكون ليس بالضرورة بيولوجيًا، بل نقل وعيها إلى كيان آخر؟ عندها تصبح صدمة ابنتها “غريس” ليست بسبب فقدان والدتها، بل بسبب رؤيتها تتحول أمام عينيها إلى شيء غير بشري، وهو ما قد يفسر الكوابيس والهواجس التي تحيط بها العروض الأولى للعبة.
في هذه القراءة، لا تكون القصة مجرد صراع لإنقاذ أليسا من الموت، بل رحلة أكثر مأساوية، ومحاولة استعادة إنسانيتها الضائعة. وهذا ما قد يمنح Resident Evil Requiem عمقًا دراميًا مختلفًا، يمزج بين الرعب النفسي والمأساة الإنسانية.
ومع ذلك، تبقى هذه الفرضية هي الأضعف بين نظرياتنا، لكنها تظل احتمالًا يستحق النقاش، تاركةً الباب مفتوحًا أمام اللاعبين لتأويل ما سيكشف عنه السرد النهائي.
Requiem (المرثية)
اختيار كلمة “الريكوييم” (المرثية) عنوانًا للعبة ليس مصادفة، فمعناه مجازًا طقس ديني في الكنيسة الكاثوليكية يُقام لتكريم أرواح الموتى والدعاء لهم، وإصطلاحًا هو قداس الموتى أو “المرثية”.
ولذلك، هناك تكهنات بأن اللعبة ستكون آخر ظهور للبطل الذي نحبه جميعًا ليون كينيدي، سواء بوفاته أو اعتزاله على الأرجح، فقد يشهد هذا الجزء تقديم بطلة جديدة مثل غريس آش كرافت – Grace Ashcroft، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة وداع لجيل قديم وبداية لآخر جديد، ولنعتبره على حد تعبير AestheticGamer1 تسليم الشعلة كما تكهن.
كل ما سبق يشير إلى أن Resident Evil: Requiem لن تكون مجرد فصل جديد أو جزء رئيسي أقرب للفرعي، بل منعطف حاسم في تاريخ السلسلة، نهاية قبة، ووداع للأبطال الكلاسيكيين، وبالتأكيد كشف لأسرار الماضي، وهذا يعني تمهيدًا لمرحلة جديدة بالكامل.
إن صحت معظم هذه النظرية، فإن Requiem قد تكون اللعبة التي قد تكون حجر الأساس الجديد على غرار Resident Evil 7، لتعيد رسم خريطة Resident Evil سنوات، أو ربما لعقد قادم كامل. أو ما يمكن اعتباره بضخ دماء وروح جديدة في هذه السلسلة المحبوبة.
في الختام، جميع ما ورد في هذا التحليل مبني على ما ظهر في العرض التشويقي، بالإضافة إلى قراءات واستنتاجات مستندة إلى آراء المجتمع والتقارير المتاحة حتى الآن ورأي الشخصي. بطبيعة الحال، قد تحمل الأحداث في Resident Evil 9 تفاصيل مختلفة، لكن ذلك لا يقلل من قيمة هذه القراءة كنظرية أو كإحداها ، وهدفنا هو استكشاف الرموز والدلالات التي قد تضعنا أمام ملامح مستقبل السلسلة، وبكل تأكيد تجعلنا متحمسين أكثر.
شاركونا نظرياتكم حول ما رأيتموه حتى الآن من خلال قسم التعليقات في الأسفل أدناه، وإذا أعجبتنا “ولما لا” وكانت مقنعة ومنطقية، سيسعدنا ان نقوم بتحديث هذه المقالة ووضعها من بين النظريات المذكورة هنا مع اسم صاحبها..